استهدف البحث تقييم الدور الإعلامي للمؤسسات الدينية الرسمية في مصر حيال تناول جائحة کورونا، من خلال استخدام وتوظيف المنصات الرقمية التابعة لتلک المؤسسات، وذلک في إطار مفهوم التکامل بين المنصات الإعلامية، ومدى اهتمام المؤسسات الدينية بتناول تطورات الجائحة، ودروها في نشر الوعي بخطورة الجائحة وطرق الوقاية منها، والأساليب التي اعتمدت عليها المنصات الرقمية للتأثير في القارئ وإقناعه بالخطاب الإعلامي المقدَّم. واعتمد الباحث على منهج المسح الإعلامي والمقارنة المنهجية بين المنصات عينة الدراسة، مستعينًا بأداة تحليل المضمون، معتمدًا على "المنشور" کوحدة تحليل، من خلال تحليل جميع المنشورات المقدَّمة في المنصات الرقمية، في الفترة من (1 فبراير 2020م) إلى (30 يونيو 2021م).
  وتوصل البحث لمجموعة من النتائج من أهمها: توظيف االمؤسسات الدينية الرسمية لمنصاتها الرقمية المتعددة والمتنوعة - بشکل فعَّال- بهدف تعزيز حضور الخطاب الديني ضمن أطر مواجهة الجائحة، والتأکيد على التکَّيف مع الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية، والمساهمة في عملية رفع الوعي المجتمعي لمواجهة کورونا، وتحقيق التکامل بين تلک المنصات -أثناء الجائحة- من خلال عدد من المظاهر تمثلت في: (إعادة نشر محتوى الموجود على المنصات الأخرى، وتدشين حملات مشترکة بين المنصات، وتوجيه القرَّاء إلى مطالعة المواد المنشورة على المنصات الأخرى، والترويج لما ينشر على المنصات الأخرى، وإعادة نشر ما ينشر على منصات أخرى غير دينية، والربط بين المنصات الرقمية تقنيًا)، واستخدمت المنصات الرقمية العديد من الاستمالات العاطفية والاستدلالات المنطقية مع المنشورات الخاصة بالجائحة، موظفة العديد من عناصر الإبراز للمحتوى النصي المقدَّم، کما أظهرت النتائج قلَّة الخدمات التفاعلية في المواقع الإلکترونية للمؤسسات الدينية عينة الدراسة.