تحاول الدراسة الکشف عن دور الإعلام المرئي (برامج- دراما) بالقنوات الفضائية في تحقيق الدمج الثقافي للمجتمع النوبي کأنموذج للجماعات الإثنية في مصر، والتعرف على النمط الأکثر استخدامًا من قبل وسائل الإعلام المرئية في التعامل مع الجماعات الإثنية؛ کفئات مهمشة نسبيًّا وذات طبيعة ثقافية خاصة.
هدفت الدراسة إلى التعرف على رأي أفراد العينة من النوبيين بحجم واتجاه تناول القنوات الفضائية لقضايا المجتمع النوبي في الأعمال الدرامية والبرامج، واستطلاع آراءهم في تواجد الشخصية النوبية في الأعمال الدرامية، وطبيعة هذا التواجد، والصورة الذهنية التي يرسخها المحتوى الإعلامي، ورصد مظاهر أنماط التعامل الإعلامي مع النوبيين، والتعرف على الآليات التي تمکّن الإعلام من تحقيق دمج ثقافي للنوبيين، حيث اعتمدت الباحثة منهج المسح الإعلامي، مستعينة بأداة الاستبانة عن طريق تطبيق استمارة مقيدة إلکترونية على400 مفردة من النوبيين.
انتهت الدراسة إلى نتائج، من أهمها: لا يؤدي الإعلام المرئي عبر القنوات الفضائية دورًا إيجابيًّا في عملية الدمج الثقافي بين الجماعات الإثنية وبين باقي المجتمع، رغم کونه وسيلة جماهيرية عالمية تعتمد على الصورة التي يمکن من خلالها نقل المفردات الثقافية المتعلقة بالحرکة واللون، کما أنه لا زال يحظى بنسب مشاهدة مرتفعة بين أبناء المجتمع المصري عامةً والنوبي خاصةً، وإن کان الإعلام الجديد بشبکات تواصله الاجتماعية قد بدأ في منافسة الإعلام الجماهيري المرئي، خاصة لدى الجماعات الإثنية والمهمشين؛ الذين يجدونه نافذة لهم على المجتمع المحيط والعالم، وأن التنميط هو أسلوب التعامل الأبرز الذي يستخدمه الإعلام المرئي الرسمي والخاص مع النوبيين.