سعت الدراسة لتحديد بنية خطاب الدبلوماسية الشعبية الرقْمية ومرتکزاته، ومعرفة طبيعة الرموز ودلالاتها المختلفة، والآليات الخطابية المستخدَمة في النقاشات التي تدور عبر "تويتر" حول الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس وقطاع غزة عقِب أزمة حي الشيخ جراح 2021؛ بتحليل التغريدات الصادرة عن عينة من الحسابات الرسمية لناشطين سياسيين فلسطينيين، التي فعَّلت عددًا من الأوسمة (الهاشتاجات) الأعلى من حيث التفاعل والانتشار على شبکة تويتر، وشکَّلت ما يُعرف بـ(ترند). في المقابل، حللت الدراسة خطاب التلاعب السياسي للجانب الإسرائيلي ممثَّلًا في الحساب الرسمي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، المستخدم في إضفاء الشرعية على الحرب غير العادلة، حيث وُظفت التأثيرات الدلالية واللُّغوية والتعبيرية بالخطاب، وأوضحت نتائج الدراسة اعتماد کلٍّ من خطاب الدبلوماسية الشعبية الرقمية الفلسطينية، وخطاب التلاعب السياسي، بدرجة کبيرة على الأدلة والشواهد، بجانب توظيف الأساليب اللغوية.
وتعتمد الدبلوماسية الشعبية الإسرائيلية وما تمثله من خطاب للتلاعب السياسي، ونداءها بالحق في الأرض تاريخيًّا وقانونيًّا، على الأساليب العاطفية بجانب المنطقية، وتعتمد على حقائق مختلطة بعدد من الأساليب اللغوية الموظفة بدقة شديدة. وتعد المحاولات التي ما زالت تقدمها الدبلوماسية الشعبية الرقمية الفلسطينية نقطة تحول في تاريخ الدفاع عن القضية، وتعبئة الرأي العام العالمي نحوها، بجانب الدعاية وکسب الدعم بتوظيف ما يسمى بـ"دبلوماسية الهاشتاج"، بالرغم من سياسات تويتر في تقييد حسابات الناشطين السياسيين الفلسطينيين.