تستمد هذه الدراسة إطارها النظري وبناء فروضها من نظرية تأثير الشخص الثالث والتي وضعها دافيسون (Davison) ، والتي تفترض أن الأفراد يميلون إلى المبالغة في تقدير تأثير الرسائل الإعلامية على اتجاهات وسلوک الآخرين، ويتوقعون أن لتلک الرسائل تأثيرات أکبر على الآخرين من على أنفسهم، وهذا يدفعهم إلى اتخاذ إجراء سلوکي لحماية هؤلاء الآخرين، ويرى دافيسون أن النظرية تتضمن افتراضين، الأول إدراکي ويعني أن الأفراد يدرکون أن الرسائل الإعلامية ذات تأثير أکبر على الآخرين من تأثيرها على أنفسهم، والثاني سلوکي، حيث يؤيد الأفراد فرض قيود على الرسائل الإعلامية التي لها تأثير سلبي أو ضار، وتکون النتيجة المتوقعة هي قبول فرض رقابة على هذه المواد الضارة.
      هدفت الدراسة إلى رصد وتحليل وتفسير إدراک الشباب المصري لتأثيرات الواقع الافتراضي المتضمن بفيديوهات التيک- توک على الذات وعلى الآخرين، من خلال اختبار فروض نظرية تأثير الشخص الثالث، بشقيها الإدراکي والسلوکي، کما هدفت إلى التعرف على عادات وأنماط تعرض الشباب المصري للواقع الافتراضي المتضمن بفيديوهات التيک- توک، ومدى تأييدهم في فرض الرقابة عليها، بالإضافة إلى الکشف عن تأثيرات تعرض الشباب المصري لفيديوهات التيک توک، وعلاقتها بإدراکهم لتأثير الشخص الثالث.
       وأسفرت نتائج الدراسة عن أن أکثر المضامين التي يفضلها الشباب المصري بفيديوهات التيک- توک، تتمثل في مقاطع المشاهير الشخصية، يليه مقاطع هوايات ومواهب المستخدمين کالرقص والغناء، وخرجت الدراسة بوجود علاقة دالة بين کثافة تعرض الشباب المصري لفيديوهات التيک- توک، ومستوى إدراکهم لتأثير الشخص الثالث، وأظهرت وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة بين مستوى إدراک الشباب المصري لتأثير الشخص الثالث، ودرجة تأييدهم لفرض الرقابة على المنصات الرقمية في التيک- توک، وخرجت الدراسة بوجود فروق دالة بين مستوى إدراک الشباب المصري لتأثرهم بالواقع الافتراضي المتضمن بفيديوهات التيک- توک، مقارنة بمستوى إدراکهم لتأثيرها على الآخرين، لصالح التأثير على الآخرين- وبذلک ثبت صحة الفرض الإدراکي لنظرية تأثير الشخص الثالث.