هدفت الدراسة إلى تحليل الصور المتعلقة بجائحة کورونا في المواقع الإخبارية، وذلک بالتطبيق على موقعي DW الألماني وFrance 24 الفرنسي في نسختهما الناطقة بالعربية، باستخدام أداة التحليل السيميولوجي؛ بهدف الکشف عن الدلالات المختلفة للصور المنشورة، وتحليل الرسالة التشکيلية للصورة، وتحليل الدوال الأيقونية للصور المتمثلة في الأدوات والأشخاص والأشياء والزمن، وتوظيفها في التغطية المصورة لأزمة فيروس کورونا، بالمواقع الإخبارية محل الدراسة، بجانب أداة تحليل المضمون لاستخلاص مؤشرات کمية؛ من خلال رصد وتحليل مصادر الصور وأنماطها ومجالات تناول التغطية المصورة، وذلک بهدف الإجابة عن تساؤلات الدراسة.
وتوصلت الدراسة إلى اختلاف الموقعين الإخباريين محل الدراسة فيما يتعلق بمصدر الصور المنشورة، بحيث تصدرت وکالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) المرتبة الأولى، وکذلک في مجالات تناول الجائحة وکانت الأولوية للمجال الطبي، يليه السياسي بما يتناسب مع طبيعة الجائحة، ويتناسب حاجة الساسة لاتخاذ إجراءات احترازية بشأنها ودور وسائل الإعلام في إبراز ذلک، وأخيرًا فيما يتعلق بأنماط الصور المستخدمة في التغطية المصورة لجائحة فيروس کورونا بحيث کانت الصورة الموضوعية هي الغالبة، وتمت الاستفادة من النماذج السيميائية في تحليل الصور، عن طريق الکشف عن الدوال الأيقونية في الصور، ومدلولاتها في تفسير العلاقة بين جوانب التغطية على المستويين التعييني والتضميني، وقد کانت الغلبة في الأدوات للکمامة، وذلک نظرًا لأهمية دور الإعلام في التوعية، وفيما يتعلق بالدوال الأيقونية الخاصة بالأشخاص فقد کانت الغلبة لـ "الشخصيات القيادية العامة" للترکيز على دور الدولة من خلال تصريحات الرؤساء، وقدمت الباحثة تحليلًا کيفيًا بالاعتماد على التحليل السيميائي للصور مع تحليل تفصيلي لنموذج من کل محور من محاور التغطية في کل موقع من موقعي الدراسة، وتناول الدوال الأيقونية الأبرز في الصورة المراد تحليلها من حيث الرسالة التشکيلية والرسالة التضمينية إلى جانب تقديم وصف للصورة، ولغة الجسد بها.