لأکثر من عقد من الزمان، جادل العلماء فيما إذا کان ظهور الإنترنت من شأنه خلق مساحات حوارية جديدة تشمل القضايا ذات الاهتمام المشترک التي يمکن مناقشتها لخدمة ديمقراطية المجال العام، ومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي (SNSs) بدأت مناقشة جديدة حول إمکانيات المجال العام الرقمي وفقًا لما أتاحته منصات الويب 2.0 للمستخدم من أدوات تفاعلية، ففي ضوء اتجاه عديد من المؤسسات الإخبارية، على رأسها موقع اليوم السابع، إلى تحويل التعليقات من مواقعها الإلکترونية إلى شبکة الفيسبوک، وفي ضوء تأکيد نتائج عديد من الدراساتعلى تفضيل الجمهور لصفحات الوسائل الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي في الحصول على الأخبار مقارنة بالوسيلة نفسها أو موقعها الإلکتروني، کما أکدت الدراسات أن تصميم بيئات وسائل التواصل الاجتماعي بما يتناسب مع الطريقة التي يتفاعل بها الجمهور مع المحتوى، أسهم في زيادة معدلات إبداء الرأي والتعليق والنقاش على المحتوى الإخباري، مما يستدعي دراسة أعمق للممارسات الخطابية، والمداولات والنقاشات بين المستخدمين بما تطرحه من آراء وأفکار أو بنية إقناعية تتضمن حجج وبراهين تتيح فرصة للتأثير في الآخرين. ومن ثم تتحدد مشکلة الدراسة في رصد وتوصيف وتحليل وتفسير سمات خطاب تعليقات قرَّاء صفحات الصحف الإلکترونية على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن اللقاح المضاد لفيروس کورونا، بالتطبيق على الصفحة الرسمية لموقع اليوم السابع على شبکة فيسبوک، والتعرف على مدى فاعلية خطاب التعليقات کمجال للتشاور والدخول في مناقشات تشاورية ومداولات نقدية حول اللقاح، والتعبير عن الآراء المختلفة بشأنه، ومناقشتها وتدعيمها بالمبررات والحجج المنطقية.