هدفت الدراسة إلى تحديد مجموعة التأثيرات المعرفية والوجدانية للأبعاد الوظيفية لرسوم الکاريکاتير بموقعي الصحيفتين الإلکترونيتين الخاصتين محل الدراسة (المصري اليوم- اليوم السابع) لدى مستخدميهما من طلاب الصحافة، المنشورة عقب أزمة تصريحات ماکرون المعادية للإسلام، بالترکيز على عمليات التمثيل المعرفي للمبحوثين وانعکاساته على فهمهم للمضمون المقدَّم بدلالاته اللفظية وغير اللفظية، ومدى إسهام الکاريکاتير في تکوين اتجاهاتهم نحو مکافحة التطرف وتعزيز السِلْم المجتمعي.
وهي دراسة شبه تجريبية اعتمدت على نظرية تمثيل المعلومات، وطُبقت على عينة قوامها 58 مبحوثًا قُسموا إلى مجموعة تجريبية وأخرى ضابطة. وقد توصلت الدراسة إلى عددٍ من النتائج، منها: اعتماد المبحوثين على موقعي (المصري اليوم) و (اليوم السابع) في الحصول على المعلومات بشکل عام، ومتابعة الکاريکاتير على وجه التحديد. وقد عدَّ المبحوثون فن الکاريکاتير إبداعًا فنيًّا يمکن من خلاله متابعة الأحداث بتکوين رأي عام تجاهها وتجاه أطرافها من خلال التحليل والنقد الذي يساعد في توسيع المدارک وإشباع الاهتمامات، کما عدَّت المجموعة التجريبية التطرف سلوکًا يُنتهج لتحقيق أهداف جماعات وصورته الإرهاب، بينما اعتبرت المجموعة الضابطة التطرف في الأساس قواعد فکرية وأيديولوجية. لقد ساعد الکاريکاتير في تعزيز السِلْم المجتمعي ومکافحة التطرف حيث ساعد على زيادة الوعي بخطورة التطرف وتکوين اتجاه نحو الأطراف المحرضة، وخاصة خلال الأحداث والقضايا الحالية المتعلقة بالتطرف، حيث أوضح المبحوثون من خلال المقابلات التجريبية أن تعرضهم للکاريکاتير جعلهم أکثر قلقًا على المجتمع من المتربصين به، کما أصبحوا أکثر تقديرًا لجهود الدولة والأجهزة الأمنية والإعلام في مکافحة التطرف.