للدول - ممثلًا في الحکومات - دور مرکزي في التصدي لفيروس کورونا المستجد من خلال الاتصالات المعلوماتية المتنوعة التي تقدمها للجمهور، والتي تساعد في رفع الوعي المجتمعي حول الفيروس، وهو ما أتاح للأفراد مجموعة کبيرة من المصادر عند البحث عن المواضيع المتعلقة بالصحة، ويسعون إلى توظيف المعلومات من هذه المصادر؛ لإشباع حاجاتهم وتحقيق مصالحهم في معرفة کل ما يتعلق بفيروس کورونا، وبالتالي تدعيم اتجاهاتهم نحو طرق الوقاية، لا سيما وأن الوسيلة العلاجية الوحيدة -حتى الآن- لهذا الفيروس هو التوعية الصحية.
    وتکتسب هذه الدراسة أهميتها من أهمية الفترة الحالية المواکبة لتعرض دول العالم بشکل عام، ومصر خاصة لفيروس کورونا، وانتشاره السريع، وما يحدثه من تأثيرات صحية واقتصادية، الأمر الذي يعزز من أهمية هذه الدراسة وقيمتها، من حيث التعرف على فعالية استراتيجيات الاتصال المعلوماتي الإلکتروني الحکومي لرفع الوعي المجتمعي لمواجهة جائحة کورونا.
    تبعًا لما کشفت عنه نتائج الدراسة من نجاح الممارسات الاتصالية والإعلامية التي قامت بها الحکومة المصرية في التوعية بفيروس کورونا؛ فتوصي الباحثة باستمرار الحکومة في هذه الجهود، وألا تقتصر على جائحة کورونا، بل تمتد إلى التوعية والتثقيف الصحي بکافة الأمراض؛ ليتحقق من خلالها المعرفة الصحية لأفراد المجتمع، وتساعدهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بوضعهم الصحي، وتطبيقها في کافة الأزمات التي تواجه الدولة. ولکن لتقديم معلومات دقيقة يثق بها الجمهور، وتحقق رضا ساحق لدى کافة الفئات، توصي الباحثة بتطبيق استراتيجية الحکومة المفتوحة. وتقترح الباحثة أيضًا دعم تطبيق الحکومة المفتوحة بتعاون إقليمي استراتيجي، کون الفيروس عابر للحدود من حيث الانتشار والتداعيات، وکذلک نتيجة التشابک الذي تعرفه المنظومة الاقتصادية العالمية.