علاقة وسائل الإعلام باللّغة علاقة وطيدة وقديمة، وهي کذلک علاقة مصلحة؛ فوسائل الإعلام في حاجة إلى اللّغة بشتّى أنواعها وأشکالها ومستوياتها لنشر مضامينها وبثّها إلى أکبر عدد من الجماهير، واللغة في حاجة إلى وسائل الاتصال والإعلام لضمان انتشار واسع لدى أکبر عدد ممکن من الجماهير، وفي إطار بحثنا هذا حاولنا فکّ رموز العلاقة بين وسائل الإعلام واللّغة العربيّة، ودراسة مدى تأثّر اللّغة العربية من عدمه، في شکلها واستعمالاتها وانتشارها، بتطوّر وسائل الاتصال والإعلام والتحول الرقمي، وللإجابة عن هذه الإشکالية اعتمدنا المنهج التاريخي لفهم وشرح خصائص ومميزات اللغة العربية في وسائل الاتصال والإعلام خلال مختلف الفترات الزمنيّة التي مرّت بها، والمنهج الوصفي لتحديد وإبراز أهم سمات واستخدامات اللغة العربية في مختلف مواقع ومنصات الميديا الاجتماعية.
وبعد البحث والتحليل تبيّن لنا أنّ اللّغة ککل النشاطات العلميّة والثقافيّة، وککلّ أدوات الأنشطة الاتصاليّة والإعلاميّة متحرّکة ونشطة ولا يمکنها التموقع والاستمرار والديمومة إلاّ من خلال التأقلم مع التغيرات والتحوّلات التي يشهدها محيطها وعالمها، واللّغة العربيّة المستقبلية لا بدّ لها أن تقبل بقوانين العولمة والتطوّر الإعلامي والتکنولوجي ومواکبة الاکتشافات والتحوّلات وتغيّر الانتظارات والاقتراب أکثر فأکثر من مستعمليها الذين هم بالأساس من فئة الشباب، الذين هم بصدد کتابة مستقبلهم باعتماد آليات وتراکيب وتعابير لغتهم: لغة رقمية مستحدثة وعصرية شئنا ذلک أم أبينا.