استهدفت هذه الدراسة دراسة الخطابات الصحفية بشأن الاحتجاجات الاجتماعية التي شهدها المجتمع المصري خلال الفترة من سبتمبر2007، وحتى مايو 2008، في عينة من الصحف القومية والخاصة والحزبية، ودراسة المحددات المؤثرة في صياغة الخطابات الصحفية بشأن الاحتجاجات، وأبرز الأطر التي قدمت من خلالها الاحتجاجات الاجتماعية في الصحف موضع البحث، ورصد وتحليل ومقارنة أوجه الاتفاق أو الاختلاف في سمات القوى الفاعلة في الأحداث المتعلقة بالاحتجاجات في صحف الدراسة.
وتنتمي هذه الدراسة للدراسات الوصفية التحليلية المقارنة، کما اعتمدت على منهج المسح الإعلامي، واستخدمت أداتي: التحليل الکيفي للخطاب، وأداة تحليل القوى الفاعلة، وتمثلت عينة الدراسة في صحيفة الأهرام، وصحيفة المصري اليوم، وصحيفة الأهالي.
وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج، من أهمها:
تشابه صحف الدراسة على اختلاف توجهاتها ونمط ملکيتها في تأييدها للاحتجاجات وحق الفئات المختلفة في التعبير عن مطالبها الاقتصادية فيما يتعلق بتحسين مستوى المعيشة وزيادة الأجور.
تباينت صحف الدراسة في موقفها من مشروعية الدعوة للإضراب والاحتجاج، حيث أبدى خطاب صحيفة الأهرام معارضة لهذه الدعوات واعتبرها تهدف لإشاعة الفوضى، في حين أشادت صحيفة المصري اليوم بالداعين لإضراب 6 أبريل وعدم ارتباطهم بأي تيار أيديولوجي وتعبيرهم عن حقهم في الرفض، أما صحيفة الأهالي فقد حذرت من التداعيات السلبية لهذه الدعوات للإضراب عبر المواقع الإلکترونية.
أظهرت النتائج بروز إطار المسئولية الحکومية في صحيفتي المصري اليوم، والأهالي، إذ أرجعت الخطابات الصحفية توالي الإضرابات والاحتجاجات إلى السياسات الحکومية، فيما أشادت خطابات الأهرام بالسياسات الحکومية الاقتصادية تارة، وأبرزت غياب البعد الاجتماعي لهذه السياسات تارة أخرى.