◙  مقدمة : يحمل کلّ عصرٍ سمةً تميزه من العصور التي سبقته أو التي ستليه، ويبدو أن سمة هذا العصر هي التطوّر المتسارع في التقنيات الحديثة، والتوسع الهائل لنطاق تأثيرها في جميع جوانب الحياة الشخصية والمهنية، إنه عصر الثورة الصناعية الرابعة والذکاء الاصطناعى Artificial Intelligence (AI)  ^[1]، والذي تتميز تقنياته بقدرتها على راحة ورفاهية البشر وإذابة الحواجز بين المجال الرقمي، والفيزيائي، والأحيائي؛ مما يؤذن بظهور تقنياتٍ متداخلةٍ ومتکاملةٍ تفرض واقعًاً جديدًاً مليئًاً بالفرص والتحديات على مستوى الدول، والمجتمعات، والأفراد، لکن على الرغم من الفرص والإمکانات العظيمة التي تملکها هذه التقنيات، إلا أنها کشفت الغطاء في الوقت نفسه عن عددٍ من التحديات والأسئلة المحيرة التي لم نکن جاهزين لها بصفتنا بشرًاً، على الجوانب الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والبيئية، والأخلاقية على وجه الخصوص.