إن الوسائل الإلکترونية للتفاعل التى أتاحتها ثورة تکنولوجيا المعلومات والاتصالات تم توظيفها لخدمة العملية التعليمية، فظهرت فى التعلم الإلکتروني عبر الويب؛ لتساعد فى تحقيق التفاعل بين المتعلمين أنفسهم، ومع معلمهم، ومع المحتوى. وقد يکون هذا التفاعل متزامناً، حيث يکون أطراف التفاعل متواجدين في نفس الوقت عبر الويب، أو يکون التفاعل غير متزامن، حيث يتواجد أطراف التفاعل فى أوقات مختلفة عبر الويب، لکنهم يترکون أرائهم ورسائلهم ليطلع عليها زملائهم ومعلميهم في أوقات أخرى. کما أن اختلاف التفاعل الإلکتروني سواء کان متزامنًا أو غير متزامن، قد يکون له تأثيرعلى تحصيل المتعلمين، ودافعيتهم للإنجاز، واتجاهاتهم نحو المقرر الدراسي.وقد تناول هذا البحث دراسة أثر إختلاف نمطي التفاعل الإلکتروني سواء المتزامن أو غير المتزامن فى التعلم عبر الويب، وذلک على تحصيل عينة من طلاب کلية التربية ودافعيتهم للإنجاز الدراسى واتجاهاتهم نحو المقرر، ولذلک صمم الباحث استراتيجية مقترحة لمعالجة مشکلة البحث، واختار العينة من مجموعتين من طلاب الفرقة الثانية بکلية التربية جامعة دمياط، يدرسون مقرر "تکنولوجيا التعليم" إلکترونيًا عبر الويب. وقد درست عينة البحث وحدات المقرر بحيث أتيح لهم التفاعل الإلکتروني مع بعضهم، ومع الباحث کأستاذ المقرر من خلال غرفة الدردشة والحوار والبريد الإلکتروني والمنتدى، بحيث کان تفاعل طلاب المجموعة الأولى تفاعلاً متزامنًا، بينما تفاعل طلاب المجموعة الثانية تفاعلاً غير متزامن.وقد أعد الباحث ثلاثة أدوات للقياس في هذا البحث هي: إختبار تحصيلي، ومقياس دافعية الإنجاز الدراسي، ومقياس اتجاهات نحو المقرر. وبعد تطبيق تجربة للبحث بينت النتائج فاعلية الاستراتيجية المقترحة في کل من: التحصيل، والدافعية للإنجاز، والاتجاهات نحو المقرر، کما أن الفروق کانت لصالح التفاعل الإلکتروني غير المتزامن، ولکنها کانت فروقًا غير دالة عند مستوى < 0,05 .وقد أوصى الباحث بضرورة الاهتمام بالتفاعل الإلکتروني مع المتعلمين، سواء کان متزامناً أوغير متزامن، لمساعدتهم على حل المشکلات التى تواجههم في دراسة المقررات عبر الويب. کما اقترح الباحث دراسة موضوعات مرتبطة بهذه النتائج.