الانتماء من الحاجات النفسية الأساسية للإنسان، وهو أحد دعائم بناء الفرد والمجتمع والأمة، وقد حرصت المجتمعات المتقدمة على تعميق الشعور به لدى أفرادها؛ وذلک لأنه يمثل حجر الزاوية في حياة تلک المجتمعات واستقرارها وتماسکها، وهو من أهم القيم التي يجب على المؤسسات التربوية أن تحرص على تنميتها؛ نظرًا لما يترتب عليه من سلوکيات إيجابية وإيمانًا بالأهمية القصوى لوسائل الإعلام في نشر الوعي بقضايا المجتمع وبث روح الوطنية بين أفراده، ورغبةً في تعميق قيم الانتماء لدى أفراد المجتمع في ظل ما شهدته مصر من ثورة شعبية تحمل مطالب متعلقة بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والإصلاحات السياسية - جاءت هذه الدراسة التي استخدمت المنهج الوصفي. وتناولت الدراسة بعد الانتهاء من إطارها العام إطارا نظريا اشتمل على محورين: الأول: تناول مفهوم الانتماء وعلاقته بغيره من المفاهيم المرتبطة به، والحاجة إليه، وأنماطه، ومؤشراته، والعوامل المؤثرة فيه، ومؤشرات ضعفه، وتأثير وسائل الإعلام عليه، بينما تناول المحور الثاني: المتغيرات المجتمعية (السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والعقدية، والاجتماعية) الداعية لتفعيل دور الإعلام في تدعيم الانتماء الوطني. وتناول الإطار المستقبلي بعد ذلک تصورا مقترحا لتفعيل الدور التربوي لوسائل الإعلام في تدعيم الانتماء الوطني مقدما مجموعة من آليات التنفيذ، مع وضع بعض المتطلبات اللازمة لتنفيذ هذه الآليات.