بالرغم من أهمية السلوک الاجتماعي الإيجابي لحياة الإنسان وکونه ضمن أسس بناء حضارته، إلا أنه لم يلق اهتماما کافيا من الباحثين النفسيين، وقد يکون السبب انشغال العلماء بمجابهة القضايا التي تکدر على البشرية عيشها والتي تمثلت في مخلفات الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولکن ظهر في الأعوام القليلة الماضية اهتمام بعض الباحثين بدراسة ارتقاء سلوکيات اجتماعية إيجابية مثل: التعاطف، الإيثار، المساندة الاجتماعية وغيرها من مظاهر السلوک الاجتماعي الإيجابي. أظهرت نتائج دراسة (Hirsh, DeYoung & Peterson, 2009, 1098) أن سمتي "الانبساطية، والانفتاح على الخبرة" کانتا من السمات المنبئة بشکل إيجابي بالسلوک الاجتماعي، وتمثلت في الارتباط بالتعبير الإبداعي وحضور المناسبات الاجتماعية، بينما کانت سمات "العصابية، والمسايرة، ويقظة الضمير" منبئة بشکل سلبي. وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن السمات الکامنة خلف العوامل الخمسة في الشخصية ليست فقط هي المنبئة بالمخرجات السلوکية، بل إن هناک منبئات أخرى. وکشفت عن إمکانية التنبؤ بالاندماج والقدرة على ضبط النفس في التصرفات من خلال العوامل الخمسة في الشخصية.