استحوذ التقويم وما زال على قدر کبير من عناية واهتمام التربويين؛ فهو جزءُ لا يتجزأ من العملية التربوية والتعليمية، کما أنه وسيلتها لمعرفة مدى تحقيقها لأهدافها؛ أيضاً هو أداة رئيسية لتطويرها من خلال تحديد جوانب القوة وتعزيزها، وتشخيص جوانب الضعف وعلاجها، وعليه فهو الأداة الفاعلة التي وجد فيها الاعتماد الأکاديمي ضالته المنشودة. والتقويم التربوي له خمسة جوانب أساسية هي: تقويم البرامج الدراسيةوتقويم عملية التعلم، وتقويم عملية التعليم، وتقويم المقررات الدراسية وتقويم المؤسسات التعليمية. ( عبد الرازق :  1996 :  44 )     وإذا کان تقويم البرامج الدراسية Program Evaluation والحکم عليها أحد الجوانب الأساسية لعملية التقويم، فهو أيضاً أحد متطلبات الاعتماد الأکاديمي، وهو ما جعله في الآونة الأخيرة يحتل الصدارة في قائمة أولويات البحث التربوي، کما أصبح تقويم البرامج الدراسية، وعملياتها، ونتائجها محل اهتمام الأفراد والحکومات على کافة المستويات. وارتباط التقويم بالمراحل التعليمية عملية مهمة؛ وأهميتها تزداد عندما يرتبط التقويم بالتعليم الجامعي باعتباره أشهر مجالات النظام التربوي؛ لأنه منوط به توفير مختلف الکوادر البشرية التي يحتاجها أي مجتمع؛ بل تطور الأمر ليتسع دور التعليم الجامعي فيتناول جوانب غير تقليدية منها إعداد الأفراد ليکونوا عناصر فاعلة في تنمية عمليتي التطوير والإبداع في مجتمعاتهم على اختلاف توجهاتها وثقافاتها.