تساير المواد الفلسفية مشکلات العصر وتتجدد معها؛ حيث تعد مرآة تعکس مدى تعقد وتجدد مشکلات کل عصر، فمن أهدافها الأساسية الارتقاء بالإنسان إلي أفضل حال من خلال تحليلاتهم النقدية للمشکلات القائمة بالمجتمع ومحاولة وضع الحلول المناسبة والشاملة لتلک المشکلات للمساهمة في بناء المجتمع. وتعمل المواد الفلسفية بحکم طبيعتها على فتح حوار حر عميق حول قضايا المستقبل؛ حيث بإمکانها تنمية العقول المفکرة الواعية، لأنها في جوهرها تتضمن الحوار والجدل والنقاش وتعمل على التدريب لطرق توليد المعاني وتعلمها للطلاب بشکل مقصود، لذا توصف المواد الفلسفية بأنها رياضة فکرية للعقل البشري تدفع به إلي اکتشاف المعاني والاقتراب من إبصار العلل الأولى والقيم القصوى.(سعاد محمود، 2004، 96) والمواد الفلسفية بحکم طبيعتها الثرية بالمواقف والقضايا الإشکالية التي تختلف حولها الآراء تحتاج لعقول بشر للتفاعل معها والإحساس بها ومواجهة مشکلاتها، إلا أن معلمي المواد الفلسفية بأسلوبهم التقليدي في تدريسها يرسخون في أذهان طلابهم أن هذه المواد لا معني ولا قيمة لها وأنها مادة جافة بعيدة عن مدارک الطلاب.(السيد منصور، 2003، 226)، وعليه ينبغي إعداد معلم مؤهل أکاديمياً ومهنياً لتدريس المواد الفلسفية من خلال وعيه بمهارات التدريس اللازمة لذلک.