وصف البعض العصر الذي نعيش فيه بعصر المعلومات والتکنولوجيا إلا أننا قد تخطينا هذا الوصف فلم يعد يخفى على أحد أن امتلاک المعلومات وصناعتها وتطوير آلياتها وطرق تداولها من أقوى وأخطر الصناعات الحالية ، وبالطبع من يملک مقومات هذه الصناعة فإنه بذلک على تدرج متقدم في مقياس التقدم وله من المميزات ما يملکه زمام توجيه تلک الصناعة ، ومن ثم تحکم صانع المعلومة بالمتلقي أو المستهلک. ومن هنا کان لزاماً على کل أمه تسعى إلى المنافسة في سباق التسلح المعلوماتي أو على الأقل امتلاک ما يقيها مخاطر الغزو المعلوماتي أن تسعى نحو تطوير وتحديث منظومة التعليم لديها ، وذلک لکون التعليم هو المنوط بإمداد النشئ بالعلم والمعرفة کما يسلحهم بمقاومات الغزو المعلوماتي. (فؤاد ، 2002، 1750) ولقد أصبحت قضية اصلاح وتطوير المؤسسات التعليمية مطلباً شعبياً خاصة بعد ما تعرضت له البلاد من زلزالاً متمثلاً في ثورة 25 يناير حيث أودى بحياة العديد من المؤسسات والکيانات والمنظمات الفاسدة والمتهالکة والعتيقة التراز ومنها المؤسسة التعليمية ، حيث أوجبت هذه الهزة العنيفة ليس مجرد تحولاً جزئياً ولکن تغيراً شاملاً في الفلسفة والأهداف والتوجهات وطريقة أداء تلک المؤسسة بشکل متکامل ، ولعل ذلک يحتاج إلى إعادة صياغة وإحلال تدريجي للقيم الاجتماعية والتربوية من خلال مجموعة کبيرة ومتکاملة من الاصلاحات والتحولات.