تمثل الدوافع والدافعية الإنسانية Human drives and Motivation أحد الأساسات المهمة وراء شخصية الإنسان وما يرتبط بها من إنجازات أو إخفاقات سلوکية أو نفسية. وإذا ما اقتصر الحديث على الدافعية للإنجاز Achievement Motivation، فإنه يمکن القول بأن الدافعية تعمل جنبا إلى جنب مع القدرة کمتغيرات موجهة للإنجاز، فالقدرة وحدها لا تکفي للإنجاز في ظل ضعف الدافعية أو انعدامها لتحقيق ذلک، بل أن للدافعية القوية أثرها الايجابي في سد العجز الذي يمکن أن ينتج عن الضعف النسبي للقدرة.
وقد تعددت وجهات النظر حول الدوافع بصفة عامة والدافعية للإنجاز بصفة خاصة. وتمثل وجهات النظر المعرفية أحد التوجهات المعاصرة القوية في تفسير الدافعية للإنجاز، ولعل من أهمها نظرية باندورا في معتقدات الکفاية الذاتية Bandura's Theory of Self-Efficacy Beliefs، حيث تفترض أهمية الشعور بالقدرة في تحقيق الإنجاز، وأيضا نظرية روتر في اتجاه الضبط Rotter's Theory of Locus of Control المؤکدة للفروق بين ذوي التوجه الداخلي والتوجه الخارجي في الضبط في کل من التوجه نحو العمل والإنجاز، و تفسير أسباب الإنجاز. وبصفة عامة فإنها تشير إلى تفوق ذوي الاتجاه الداخلي في غالبية الجوانب.