أصبح التطرف الفکري ظاهرة عالمية تعاني منها کافة المجتمعات، وانزلق فيها کثير من الشباب المتعلمين منهم والأميين، بل إن التطرف الفکري صار المرض الأخطر والأسرع انتشارا بين طلاب الجامعات، ولعل السبب وراء ذلک هو الانفتاح، والعولمة، و الصراع الفکري والفهم الخاطئ أو الضعيف لحقيقة الدين وثوابت الشريعة وقد دفع هذا کافة المجتمعات إلى تسخير مؤسساتها الأمنية والاجتماعية بل والتعليمية من أجل مواجهة مظاهر التطرف الفکري ساعية إلى الارتقاء بشبابها، والمحافظة عليهم؛ وتتحمل الجامعات مسئولية کبيرة في ذلک باعتبارها مؤسسات الفکر، ومراکز البحث انطلاقا من دورها البحثي والمجتمعي إلى جانب دورها التعليمي و التربوي. من هذا المنطلق هدفت الدراسة الحالية إلى بناء تصور مقترح لتفعيل دور جامعة تبوک في تعزيز الأمن الفکري لدى الطلاب مسترشدة في ذلک بما توصلت إليه من نتائج الدراسة النظرية والميدانية حول تحديد مفهوم الأمن الفکري ومستويات وعي الطلاب بأهمية قضية الأمن الفکري، وأهم الأسباب المؤدية للتطرف، والآليات المقترحة لتفعيل  دور جامعة تبوک في تعزيز الأمن الفکري. وقد اتبعت الدراسة المنهج الوصفي من خلال تطبيق استبانتين على عينة بلغت (470) طالب وعضو هيئة التدريس بالجامعة کما أجريت عدد من المقابلات مع بعض الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وبعد المعالجة الإحصائية توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها أن مستويات وعي الطلاب بأهمية الأمن الفکري کانت فوق المتوسطة، ولم تتأثر بالتخصص أو المستوى الدراسي للطلاب وکان من أهم أسبابا التطرف وزعزعة الأمن الفکري من وجهة نظر الطلاب "قصور الإعلام في توجيه الشباب وتوعيتهم" ثم" ضعف الرقابة من الآباء على علاقات أبنائهم بجماعات الرفاق" أما من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس فکانت " الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء"، يليها "ضعف الرقابة من الآباء على علاقات أبنائهم بجماعات الرفاق" ثم "غياب التنسيق بين مؤسسات التعليم ومؤسسات التوعية والإرشاد الديني"، کما أشارت النتائج إلى أن دور الجامعة في تعزيز الأمن الفکري لم يکن مرتفعا حيث زاد على المتوسط بقليل، وقد اقترح الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بعض الآليات التي يمکن أن تفعل دور الجامعة في تعزيز الأمن الفکري. وأخيرا قدمت الدراسة تصورا مقترحا لتفعيل دور جامعة تبوک في تعزيز الأمن الفکري لدى الطلاب.