يعد الانتباه أحد العمليات العقلية التي تلعب دوراً مهماً في حياة الفرد من حيث قدرته على الإتصال بالبيئة المحيطة به، والتي تنعکس في إختياره للمنبهات الحسية المختلفة والمناسبة؛ حتى يتمکن من دقة تحليلها وإدراکها، والإستجابة لها بصورة تجعله يتکيف مع بيئته الداخلية أو الخارجية (محمود ملکاوي، 2003: 1). ولقد أطلقت الجمعية الأمريکية للطب النفسي في الآونة الأخيرة على هذا الاضطراب أسم "ضعف الانتباه والنشاط الزائد"؛ على الرغم من أن عامة الناس؛ وحتى بعض الأخصائيين لا يزالون يطلقون عليه "ضعف الانتباه Attention deficit". ولقد تغير هذا الأسم بناء على ما أنتهت إليه بعض البحوث في أن هناک بعض الأدلة القوية التي تشير إلى مصاحبة النشاط الحرکي Hyperactivity، والسلوک الإندفاعي Impulsivity لضعف الانتباه في معظم الحالات (علياء العيسائي، 2010: 2).
کما تبين أن هذا الاضطراب ينتشر بين الأطفال الصم وضعاف السمع، والدليل على هذا وفرة البحوث في هذا الصدد (Moreno – Torres, et al., 2010). وإلى جانب هذا، يترتب على هذا الاضطراب نشوء بعض المشکلات السلوکية والتوافقية. ومن ثم، تناولت بعض البحوث (Vogel – Waloutt, 2007) السلوکيات اللاتکيفية لدى الأطفال الصم وضعاف السمع. وعلى الرغم من هذا، ألا أن هناک حاجة لمزيد من البحوث خاصة للتعرف على اضطراب ضعف الانتباه المصحوب بالنشاط الحرکي الزائد وبعض السلوکيات اللاتکيفية نظراً لقلة الأبحاث – من وجهة نظر الباحثة – التي حاولت الکشف عن طبيعة علاقة المتغيرين معاً لدى الأطفال الصم وضعاف السمع سواء على مستوى البحوث الغربية والعربية عامة، والمصرية خاصة.