يعتبر الأمن النفسي حالة من الاستقرارالعاطفي، وإشباع الحاجات المختلفة للفرد تؤدي إلى تأقلم وانسجام الفرد مع البيئة المحيطة به،والتخلص من المشکلات النفسية المختلفة التي تحقق ذلک الانسجام، ويعيش الإنسان اليوم في عصر يتميز بالسرعة المتلاحقة التي تجعله عرضة لتحديات مواقف أو أحداث غير مألوفة بالنسبة للحياة اليومية المعتادة.
أن التحديات التى يعيشها الإنسان والطبيعة الإنسانية تتأثر بالعواطف، فالمشاعر تؤثر فى کل کبيرة وصغيرة في حياة الإنسان أکثر من تأثير التفکير، وذلک عندما يتعلق الأمر بالمصائر والأفعال، فالمشاعر ضرورية للتفکير، والتفکير مهم للمشاعر إذا تجاوزت المشاعر ذروة التوازن في هذه الحالة يتغلب العقل الوجدانى على الموقف ويکتسح العقل المنطقي، هذا على اعتبار أن هناک عقلين أحدهما عاطفي والأخر منطقي (منسي،2002: 346-348).
ويشير کلا من "عبد الهادي عبده وفاروق عثمان"(2002) بأن عملية التفاعل بين الجانب العقلي والوجدانى يمکن أن تظهر وتتبلور من خلال الذکاء الوجدانى، والذي يعبر عن نفسه في صور سلوکية متعددة، منها إدراک الانفعالات الذاتية، وإدارتها، وإدراک انفعالات الآخرين(249).