يهدف البحث الحالي إلى تحديد نمط الإبحار التکيفي (إظهار/ إخفاء الروابط) الأنسب داخل المحتوى الرقمي ببيئات التعلم الإلکتروني المتنقل وآثر ذلک في تنمية التحصيل المعرفي والتفکير الابتکاري لدى الطلاب، وعلى الجانب الآخر دراسة علاقة هذا النمط بأسلوبي تعلم الطالب (حسي/ حدسي) والذي قد يؤثر أو يتأثر بطبيعة إبحار المتعلم، وتفضيله لأسلوب تعلم على أسلوب آخر، وذلک للخروج بأسس تفيد في بناء المحتوى الرقمي ببيئات التعلم الإلکتروني المتنقل وتوفير المعالجة الملائمة لأکبر قاعدة من المتعلمين، وتکونت عينة البحث من (104) طالبًا بکلية التربية - جامعة جدة، موزعين على أربعة مجموعات متساوية: المجموعة الأولى (طلاب ذو أسلوب تعلم حسي/ إبحار تکيفي يعتمد على إظهار الروابط) والمجموعة الثانية (طلاب ذوي أسلوب تعلم حسي/ إبحار تکيفي يعتمد على إخفاء الروابط) والمجموعة الثالثة (طلاب ذو أسلوب تعلم حدسي/ إبحار تکيفي يعتمد على إظهار الروابط) والمجموعة الرابعة (طلاب ذو أسلوب تعلم حدسي/ إبحار تکيفي يعتمد على إخفاء الروابط) واعتمد البحث على المنهج الوصفي لدراسة الإبحار التکيفي بوسائط التعلم الإلکتروني المتنقل وأساليب التعلم، والمنهج شبه التجريبي لدراسة العلاقة السببية بين المتغيرات المستقلة وتأثيرها على المتغيرات التابعة، وتوصلت نتائج البحث إلى وجود أثر إيجابي ودال احصائياً عند مستوي (0.01) للإبحار التکيفي من خلال إظهار الروابط داخل المحتوي الإلکتروني في تنمية التحصيل المعرفي، حيث جاء المتوسط النسبي لأداء الطلاب في التطبيق القبلي للاختبار التحصيلي (54.7%) بينما جاء متوسط أدائهم في التطبيق البعدي (91%) واتجه مستوي الدلالة نحو المتوسط الأعلى في درجات الاختبار التحصيلي للطلاب ذوي أسلوب التعلم الحدسي (27.9) کما کان لها أثر دال في تنمية التفکير الابتکاري (الطلاقة، المرونة، الأصالة) حيث بلغ متوسط أداء الطلاب في التطبيق القبلي للاختبار (47.8 %) بينما جاء متوسط أدائهم في التطبيق البعدي (82 %) مما يشير إلى زيادة نسبية ملحوظة في تنمية مهارات التفکير الابتکاري لدي الطلاب بعد عملية التعلم، واتجه مستوي الدلالة نحو المتوسط الأعلى في درجات الاختبار التفکير الابتکاري للطلاب ذوي أسلوب التعلم الحدسي (46.2).