إن التدريب على رأس العمل يعد من أهم مقومات العمل التربوي الناجح ، فقد أصبح تفعيل دور المعلم وإعطائه الجرعات التي تضمن له التأقلم والتفاعل مع تقنيات العصر الحديثة ، وتوظيفها فى العملية التعليمية أمر ضروري لتطويرها وتحديثها ، ولن يکون ذلک إلا من خلال تدريبه حسب التخصص والاحتياجات التدريبية ، على برامج متنوعة حديثة ومطورة تهدف لجعل دور المعلم أکبر من مجرد ناقل للمعلومات ، فالمعلم الناجح يجب أن يکون متطوراً نامياً في مهاراته وأساليبه ، وأن يرى أنه لا يزال متعلماً ، وأنه کلما ازدادت خبرته العملية کلما ازدادت حاجته إلى الاطلاع على الجديد والتدريب لتنمية نفسه وتطوير مهاراته .  وفي ضوء ذلک استهدفت الورقة تسليط الضوء على أهمية برامج التنمية المهنية المقدمة للمعلمين بمؤسساتنا التربوية ، والترکيز على السمات الأساسية لبرامج التنمية المهنية الناجحة للمعلمين ، بهدف إعادة صياغة الأدوار في برامج التدريب على رأس العمل المقدمة ، کمدخل لزيادة فرص المعلمين فى النمو المهني، وتحسين کفاياتهم ، وتدريبهم على موضوعات متنوعة تسهم في ارتقائهم المهني مثل " المناهج المطورة ، وأساليب التقويم ، والعلوم والتکنولوجيا ، وکذلک الإشراف والإدارة وتغيير وتطوير المدرسة " . وجاءت منهجية الورقة – وفقاً لرؤية علمية خاصة – بعرض وتحليل لـ " برامج التدريب عن بعد ( برامج التدريب التفاعلية ) من حيث (المفهوم ، الخصائص ، الأشکال ، مراحل التصميم ، ومقومات الجودة ، والمداخل ) کمنظومة متکاملة ، وصولاً إلى أهم المبادئ الأساسية التي يسترشد بها في تصميم وتنفيذ البرامج التدريبية المقدمة للمعلمين"، وانتهاءًا بعرض التوصيات و المقترحات