يهدف البحث الحالي إلى الاستفادة من مفاهيم وتقنيات المسرح البريشتي - من حيث الرؤية الملحمية والرؤية التربوية- في تطوير الدراما التعليمية. وبالضرورة يستدعي هذا الهدف الوقوف على أهمية وطبيعة المسرح البريشتي تحليليا، حيث مثل ذلک المسرح ثورة على تقاليد المسرح الکلاسيکي السائد وقتها؛ فتمرد عليه بريشت واستطاع أن يمنح المسرح مجموعة قيم ومزايا إضافية عززت من أهميته في تناول ومعالجة القضايا والمشکلات التي يواجهها المجتمع، واستخدم البحث المنهج الوصفي، حيث يتناسب مع موضوع البحث، الذي يحتاج إلى تحليل دقيق للتوصل إلى نتائج صحيحة من دراسة القضية، کما عرض البحث لبعض المفاهيم والمصطلحات والتي تناولها بالتعريف والتفسير، کما أورد أسباب اختيار الموضوع، وطرح بعض التساؤلات الخاصة بدراسة هذا الموضوع، وکذلک الصعوبات التي واجهها الباحث في تلک الدراسة. کما تناول البحث الحالي أوجه التشابه والاختلاف بين مسرح بريشت والمسرح الأرسطي، وهو الذي يعتبر خير تمثيل للمسرح الکلاسيکي، کما يرصد البحث أيضًا بعض التجارب المسرحية من خلال «التطبيق»، حيث يتناول بعض الأعمال المسرحية لبريشت والتعرف عليها وشرح تفاصيلها واستخلاص أهدافها مثل مسرحية "دائرة الطباشير القوقازية، والأم الشجاعة، ومسرحية أوبرا القروش الثلاثة، ومسرحية الاستثناء والقاعدة، وهي المسرحيات الملحمية لبريشت والتي جسدت جل توجهاته في المسرح. کما رکز البحث على المسرح التعليمي والدور الذي يؤديه، وأهميته من حيث تلقين الأطفال بعض القيم، وکيف يتم تناول المشکلات والقضايا الشائعة في المجتمع، وکيف تعرض ذلک النوع من المسرح إلى معالجتها، وتناول البحث أيضًا المقومات الأساسية للدراما التعليمية ومکوناتها النظرية، کما عرض البحث أيضًا لنظرية المسرح الملحمي، ومن خلال تلک النظرية طرح سينوغرافيا المسرح الملحمي، کما عرض نظرية بريشت، ورؤيته وذلک من خلال النظرية الملحمية، کما تناول تقنيات البنية الفنية للنص، وشمل کذلک الآليات الوظيفية للتغريب البريشتي في المسرح التعليمي، وهي من المحاور التي توضح هدف البحث من حيث التعرف على المسرح البريشتي من خلال الرؤية الملحمية وکذلک من خلال الرؤية التربوية، وفي القلب منها تبرز أهمية المسرح کقيمة مهمة في التعليم والتلقين بشتى الطرق والوسائل، وهو ما تجلى في موضوع البحث بوضوح.