انتشر مفهوم "القوة الناعمة" في القطاع التعليمي بشکل ملحوظ؛ حيث لايزال يُشکل جزءًا هامًا من معادلة التعليم الدولية، وأصبح هذا المفهوم کمنطلق للمشارکة الدولية في التعليم، وتعزيز التبادل الدولي والتعاون في مجال التعليم، خاصةً في الدول التي تفتح أبوابها للطلاب من جميع أنحاء العالم. ويُعد التعليم العالي من أهم موارد القوة الناعمة للدول المعاصرة، وأداة استراتيجية تعتمد عليها في تحقيق مصالحها السياسية، والاقتصادية القومية في إطار العلاقات الدولية القائمة على التفاهم، والتعاون، والصداقة بين الشعوب، وتتعدد آليات التعليم العالي الناعمة؛ فمنها: المِنَح، والبعثات الدراسية، وبرامج التبادل الأکاديمي، واستقطاب الطلاب الدوليين، وتدويل التعليم العالي، والمشاريع البحثية، تبادل أعضاء هيئة التدريس وإعارتهم. لذلک استهدف البحث الحالى التعرف على تدويل التعليم العالى ودوره فى تعزيز القوة الناعمة لمصر ،من خلال الأستفادة من خبرات بعض الدول مثل الصين، والمملکة المتحدة، ، واعتمد البحث على المنهج الوصفى لوصف وتحليل واقع القوة الناعمة، وواقع تدويل التعليم العالى بمصر، وتوصل البحث إلى تراجع القوة الناعمة لمصر، والذى ترتب عليه تراجع لمکانه وشعبيه مصر بين الدول، الأمر الذى استوجب تعزيز القوة الناعمة من خلال تدويل التعليم العالى، حيث تم وضع مجموعة من الأليات المقترحة المرتبطة بالسياسات الحکومية، واليات مرتبطة بخلق بيئة داعمة،واليات مرتبطة بإجراءات عامة لدعم تدويل التعليم کقوة ناعمة.