مقدمة:
إن الصم وضعاف السمع فئة ابتلاها الله بفقدان حاسة السمع بدرجات متفاوتة تتراوح مابين الفقدان الکلي أو الجزئي، ولکننا وعند لقائنا لهذا الأصم لأول وهلة لا نقدر أو نکتشف هذا الفقد فهوا فقداً غير ظاهر على الأصم عندما تشاهده دون أن تحتک به، عکس الفقد في الحواس الأخرى الذي يکون ظاهراً کالإعاقات العقلية والحرکية، لذلک لم تحظي هذه الفئة بالرعاية الکافية في شتي المجالات بصفة عامة وفي مجال التربية بصفة خاصة.
ويشير (شکور، 1995) إن الإهمال صاحب فئة الصم منذ القدم فالإغريق يرون أن الطفل الأصم متخلف لا يستطيع التفاهم والتعايش مع باقي أفراد المجتمع وانه سبب في إضعاف الدولة فکان نصيبه القتل، أما أفلاطون صاحب المدينة الفاضلة فيري أن مدينته لا تکتمل إلا بالتخلص من المعاقين، واعتبر الرومان الأصم شخصا غير قادر على التعلم، وأصدر جستنيان الروماني قانونا يميز فيه بين الصمم الولادي والصمم المکتسب حيث حرم على الفئة الأولى حقوقها المدنية والقانونية، حتى القانون الانجليزي ليس ببعيد عن جستنيان وقانونه في التمييز بين هاتين الفئتين بل ظل يعمل به في بريطانيا إلى فترة ليست ببعيدة.