المقدمة :

الرياضيات لغة رمزية مشترکة بين کل الثقافات والحضارات على اختلاف تنوعها وتباين مستوياتها , کما أنها تعتبر الأساس لکثير من أنماط التواصل والتعايش بين الناس , وذلک من خلال التفکير والاستدلال الحسابي وإدراک العلاقات الکمية , والمنطقية والهندسية , کما تعد من أهم المواد الدراسية التي تقدم لجميع التلاميذ في کل مستوياتهم ومراحلهم التعليمة, حيث أنها تمکنهم من حل المشکلات مستخدمين في ذلک الحقائق المعرفية والقواعد والقوانين الرياضية في تعميم هذه المعرفة على مختلف النشاطات اليومية التي يتعرضون لها. وترتبط الرياضيات ارتباطاً وثيقاً بالثورات العلمية في المعلومات والاتصالات التکنولوجية المتقدمة. (أبو عميرة ، 2003 ) و بالنظر إلى الرياضيات في الوقت الحالي نجد أنها غزت جميع فروع المعرفة العلمية کالکيمياء والفيزياء و علم الفلک و علوم الحياة و الاقتصادية و الطبية ،  و بدونها لا يمکن لعلم الحاسوب و الانترنت أن يتطورا بهذا الشکل الملفت للنظر. (السلطاني  2002) والهندسة هي ذلک الفرع من فروع الرياضيات الذي أصبح في الوقت الحالي أکثر لغات العلم ارتباطاً بالعلوم الأخرى ، فنحن إذا أردنا أن نحلل وضعاً معقداً نلجأ إلى رسم أشکال أو رسوم بيانية حتى يساعدنا على التفکير الحدسي . فدراسة الهندسة ترتبط بدراسة کل البنيات الأساسية في الرياضيات أو غيرها  وهذا يشکل صعوبة في دراستها ،ويکسبها في نفس الوقت أهمية بالغة ، فالهندسة تحتل مکانة متميزة کمکون رئيسي في مناهج الرياضيات المدرسية في جميع المراحل وذلک لما تقدمه للتلاميذ من معارف وعلاقات وبصيرة هندسية مفيدة في مواقف الحياة اليومية ، فضلاً عن أنها السياق المثالي لتنمية مهارات التلاميذ في الاستدلال و التبرير وأعمال البرهنة.لذا فإن تعليم الهندسة يجب أن يکون أکثر فاعلية مما هو عليه الآن ، أي يجب أن يتحرک من الترکيز على المضمون أو المحتوى إلى الترکيز على العمليات . فمن الطبيعي أن يکتسب المتعلم الذي يدرس الهندسة قدراً کبيراً من المعلومات الهندسية النافعة ، ولکن هذه النتيجة ربما تفقد من غير رجعة إذا کان الهدف هو مجرد الحصول على مثل هذه المعلومات ، وما لم يوجه الاهتمام للأنشطة الرياضية التي تنمي قدرة المتعلم على أن يفکر بنفسه