مقدمة:

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. ثم أما بعد:
فإن طبيعة العمل داخل المدرسة ونوع العلاقات والتفاعلات السائدة بين العاملين تؤثر إلى حد کبير على نجاح العمل المؤسسي بشکل عام، والتربوي تحديداً، هذه التفاعلات والعلاقات والاتجاهات تشکل في مجملها جواً معيناً داخل المدرسة يطلق عليه المناخ التنظيمي (Organization Climate).
إن المناخ التنظيمي الجيد يلعب دوراً کبيراً في مستوى الإنتاجية، ويؤکد ذلک ما أشار إليه کل من (الطجم والسواط، 1424هـ) "من أن المناخ التنظيمي له آثار لا يمکن تجاهلها على سلوک الأفراد والجماعات التنظيمية، وبالتالي على إنتاجيتهم وعلى مقدرة المنظمة في تحقيق أهدافها" ص248.
کما أن الممارسات السلوکية الإيجابية لمدير المدرسة تلعب دوراً کبيراً في تفاعل المرءوسين وقناعتهم بما يعملون، وأداء أعمالهم على أفضل وجه.
ويرى خطاب (1380هـ) "أن بناء الاستجابة الجماعية للمرءوسين تظهر من خلال السلوک الذي يمارسه المدير مع مرءوسيه، وجعل جماعة العمل وحدة متماسکة حول هدف مشترک" ص32.
ومن خلال ما تقدَّم رأى الباحث ضرورة التطرق إلى الجوانب التالية: مفاهيم المناخ التنظيمي – الممارسات السلوکية – المناخ التنظيمي من حيث (أنماطه أبعاده – عناصره – قياسه – تطويره – فاعليته وأهمية إعادة التنظيم فيه) العلاقة بين المناخ التنظيمي والممارسات السلوکية للإدارة – النتائج والتوصيات.