أولا : مقدمة البحث :

يظهر على الساحة الدولية الاهتمام الواضح بالفئات الخاصة, بخلاف ماکان عليه في العقود السابقة, وخصوصاً في الدول النامية ومن مظاهر ذلک الاهتمام ظهور العديد من الجمعيات والمنظمات والهيئات والمؤسسات التي تعنى بالأفراد غير العاديين من حيث وسائل تشخيصهم ووضع البرامج التعليمية والعلاجية المناسبة لهم, کما يبدو ذلک الاهتمام في عقد المؤتمرات والندوات التي تعنى بالأطفال غير العاديين, وعقد الدورات التدريبية للعاملين في ميدأن التربية الخاصة وزيادة عدد المدارس والمراکز التي تعنى بالأطفال غير العاديين ويعتبر ميدأن صعوبات التعلم من الميادين الحديثة نسبياً مقارنة مع ميادين التربية الخاصة, خصوصاً في المملکة العربية السعودية, ويذکر کامل (1996م ص 21) بأن التربية الخاصة کانت حتى وقت قريب تهتم بشکل أساسي بالأطفال الذين يعانون من مشکلات تعليمية لأسباب تعود أما إلى الإعاقة السمعية أو البصرية أو التخلف العقلي أو الاضطرابات الانفعالية الشديدة, أو اضطرابات التواصل في الجأنب اللغوي والکلام وغيرها من الحالات الجسمية والصحية الأخرى. ويضيف کينيون (Kenyon, 2003)  بأن التعرف على صعوبات التعلم أمر غير سهل وذلک بسبب کون صعوبات التعلم غير ظاهرة وعادة ما تمر دون التعرف عليها, وأن شدتها وخصائصها قد تختلف من شخص إلى أخر, فنجد أن کثيرا من الأخصائيين والمعلمين والعاملين في حقل التربية والتعليم وحقل الصحة النفسية والطب النفسي, يخلطون في تشخيصهم للحالات بين حالات التخلف الدراسي وحالات صعوبات التعلم.