مقدمة :

 يلحظ المستقرئ لتاريخ الأمم والشعوب تطورًا ماديًا وتکنولوجيًا في المجتمعات الإنسانية ، "وأصبحت هناک تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية  تدل على أن العالم يتجه نحو نظام جديد ، من أهم سماته اللاثبات والتغيير المستمر والتحول الجذري ، ويسمى بـ النظام العالمي الجديد ". ( السلمي ، 1998 ص 6 ) .
وقد انعکست تلک التوجهات العالمية على مجال الإدارة ، حيث أکسبته العديد من السمات الجديدة ، منها السعي نحو التميز ، قبول التغيير ، التحديث الابتکار ، الاتجاه نحو المستقبل ، العالمية والانفتاح على العالم المتغير ( النبوي  1995، ص 287) .
وفي ضوء المعطيات السابقة أصبح لزاما على المنظمات والمؤسسات العربية أن تتلمس التغيرات والتطورات والأنظمة الجديدة لتستنبط منها أفضل الأساليب العلمية وتعمل على استثمارها بطريقة تتلاءم مع مبادئها وأعرافها وبيئتها ورغبات مواطنيها وعلى المدير أو القائد الإداري أن يبرز جميع طاقاته الکامنة ليعبر عن نفسه في ضوء إدارة مدرسية واعية تهدف إلى تحسين أدائها التربوي بطريقة مبدعة ، والارتقاء بمستوى العملية التربوية.
وأصبح لازما على المؤسسات الإدارية التعليمية أن تتولى الدعم الکبير للإبداع وبذلک تصبح القدرة على القيام به من المتطلبات الواجب توفرها في العمل الإداري ، ولا يتوقف دور الإبداع على تمکين الفرد والمنظمة والمجتمع من التغلب على الظروف البيئية المتغيرة فقط ولکنه يسهم في صنع الظروف المستقبلية المرغوب فيها . لذلک فقد دعمت کل من الولايات المتحدة واليابان وکندا ودول السوق الأوروبية المشترکة سياسات خاصة للإبداع ، کما قامت منظمات متعددة بإنشاء إدارات خاصة لرعاية الإبداع ( الدهان ، 1992م ، ص 177 ) .