مقدمة :

إن التطور الکبير والتقدم السريع في مجال العلم والتکنولوجيا نتيجة للثورة العلمية الناجمة عن الانفجار المعرفي، أدى إلى تضخم کبير في المعرفة، وظهور العديد من المخترعات والتطبيقات التي أثرت بدورها على حياة الفرد والمجتمع يتطلب من القائمين على العملية التعليمية البحث عن استراتيجيات تدريس تعمل على تنمية التفکير لدى الطلاب، لذا أصبح من الضروري أن يعکس تدريس الرياضيات روح العلم وطبيعته مما يؤدى إلى تربية أفرادا قادرين على مسايرة العصر ومواجهة مشکلاته بأسلوب علمي في التفکير.
وتنمية التفکير الرياضي يعد من أهم أهداف تدريس الرياضيات، فالرياضيات بناء استدلالي، يبدأ بمقدمات مسلّم بصحتها، ثم تشتق منها النتائج باستخدام قواعد منطقية , وتؤکد أهداف تدريس الرياضيات في معظم الدول على الاهتمام بتحقيق التفکير الرياضي، وإکساب الطلاب أساليب وأنماط التفکير المختلفة .(المفتى وآخرون،1992م:40)
 ولما کان التفکير الرياضي أحد الأهداف الأساسية لتدريس الرياضيات المدرسية، فقد تضمنت الأهداف العامة لتدريس الرياضيات في التعليم العام في المملکة العربية السعودية کما ورد في وثيقة منهج الرياضيات (2000م:11) وفي دول الخليج العربي، تنمية التفکير لدى الطلاب، کما يوصي المجلس القومي لمعلمي الرياضيات في أمريکا من خلال وثيقة مبادئ ومعايير الرياضيات المدرسية (2000,91-89‚NCTM) على أن البرامج التعليمية يجب أن تمکن جميع الطلبة من أن: ينظم ويقوي تفکيره الرياضي، يوصل تفکيره الرياضي بشکل مترابط وواضح لزملائه ومعلميه والآخرين، يحلل ويقيم التفکير الرياضي والإستراتيجيات الرياضية لدى الآخرين، يستخدم لغة الرياضيات والمنطق للتعبير عن الأفکار الرياضية بدقة.