المقدمة :

من النظريات المعاصرة في التعلم التي أهتم بها البحث التربوي في العقدين الماضيين النظرية البنائية ، والتي يشتق منها عدة طرق تدريسية وتقوم عليها عدة نماذج تعليمية تهتم بنمط بناء المعرفة وخطوات اکتسابها ، والبنائية في أبسط توصيفاتها ،کما يذکـر عبيد [ 2002م ، ص 13 ] هي أن يبني المتعلم معرفته بنفسه من خلال تفاعله المباشر مع مادة التعلم وربطها بما لديه من مفاهيم سابقة ، وإحداث تغييرات بها على أساس المعاني الجديدة بما يتحول إلى عملية توليد لمعرفة متجددة ، وعلى أن يدعم المتعلم مـا بناه بحـوارات بشأنه مع المعلمين والطـلاب ، ويرى صادق [ 2003م ، ص 146 ] أن النظرية البنائية هي نظرية معرفية وتعليمية ، أو نظرية تکوين المعنى ، فهي تعرض تفسيراً لطبيعة المعرفة وکيفية تعلم الفرد ، بمعنى أن الأفراد يبنون فهمهم ومعرفتهم الجديدة من خلال ما لديهم فعلاً من معرفة ومعتقدات وأفکار وأحداث ، ومحور الارتکاز في النظرية البنائية ، کما يذکر کمال زيتون [ 1998م ، ص 84 ] هو استخدام الأفکار التي تستحوذ على لب المتعلم لتکوين خبرات جديدة والتوصل إلى معلومات جديدة ، ويحدث التعلم عند تعديل الأفکار التي بحوزة المتعلم أو إضافة معلومات جديدة إلى بنيته المعرفية ، أو بإعادة الأفکار الموجودة في تلک البنية وهذا يؤکد أن النظرية البنائية ترکز علـى البنية المعرفية للفـرد وما يحدث فيها من عمليات ، وتعتبر البحوث التي أجراها جان بياجيه في نمو المعرفة وتطورها عند الإنسان هي التي وضعت الأساس للفلسفة البنائية ، ومن التطبيقات المهمة لهذه النظرية هو نموذج التعليم البنائي 0