المقدمة :

إن معظم الانجازات العلمية والتکنولوجية التي حققتها البشرية في القرن العشرين هي نتاجات أفکار المبتکرين ، فمجتمعنا يعيش في عالم سريع التغير تحيطه کثير من التحديات لعل أهمها الانفجار المعرفي ، والتطور التکنولوجي والانفتاح على العالم نتيجة سرعة الاتصالات بحيث أصبح العالم قرية صغيرة ؛کل ذلک يتطلب منا السرعة في تنمية العقول المفکرة القادرة على حل المشکلات.
وهذا يقتضي أن يعد الإنسان في هذا القرن عدته لمواجهة هذه التحديات  وعلى صناع القرار في عالم التربية والتعليم أن يضعوا الخطط المبنية على أسس علمية وفق معطيات تساعد على مواکبة هذا التقدم والتطور الملحوظ، وأن يعوا أهمية تمکين الطلبة من مواکبة مستجدات العصر،من حيث تمکينهم من التصدي لهذه المتغيرات المتسارعة  من خلال التنمية الشاملة التي يعد التفکير والابتکار من أهم مرتکزاتها (حنورة،2003).
إن الثروة البشرية من أهم المرتکزات التي تقوم عليها حضارة الأمم إذا ما أُحسن إعدادها وتوجيهها،ومما لاشک فيه أن الموهوبين هم الثروة الحقيقية في أي مجتمع،بل کنوزه الفعلية، فعن طريقهم يتوافر للدولة ما تحتاج إليه من رواد الفکر والعلم والفن الذين يفيدونها في شتى مجالات التطور والحياة، وبخاصة إذا ما استثمرت هذه الموهبة على الوجه المطلوب ؛ وفي ظل هذه المعطيات بات من الضروري لکل أمة متقدمة العناية بالموهوبين ورعايتهم وتطوير مواهبهم الکامنة ، وتوفير برامج للتلاميذ والطلاب الموهوبين تؤدي إلى تنميتهم في مجال العلوم والتکنولوجيا وتفجر طاقاتهم وقدراتهم الابتکارية بأقصى ما يمکن (محمود،2004).