المقدمة والدراسات السابقة :

شکلت الثورة الصناعية معلم القرن الماضي في حين أن ثورة المعلومات وتکنولوجيا الاتصالات تمثل السمة الأساسية لانبثاق القرن الواحد والعشرين . وقد غيرت هذه الثورة حياة الإنسان والأعمال حتى أصبح من غير الممکن تصور وجود أي نشاط وظيفي أنساني أو أي عمل جماعي منظم من دون وجود أدوات وتقنيات الحاسوب والاتصالات ( سعد ياسين،1426: 29)
ويزداد اهتمام القيادات العليا بالتوجه الإلکتروني لتحقيق معالم ومتطلبات الحکومة والتعاملات الإلکترونية داخل المؤسسات الحکومية  . لذا أقيمت المؤتمرات والندوات لنشر ثقافة التعاملات الإلکترونية ومناقشة المبادرات والتوجهات العالمية الجديدة وکيفية الاستفادة منها . وأدرکت العديد من المنظمات في الدول النامية والمتقدمة . أهمية الاستفادة من تکنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحقيق الکفاءة والفعالية في أداء الأعمال وذلک بإدخالها إلى معظم وظائفها وأنشطتها الفنية والإدارية .(معاذ الذنيبات ، 1430: 9) فقد طرحت الهند رؤيتها للتعاملات الالکترونية وهي "تلبية احتياجات الإنسان  الأساسية في موقعة وبسعر مناسب" في حين أن رؤية دولة مصر هي" أعطاء الصلاحية للافراد وإلغاء الطرق التقليدية التي يتم التعامل بها مع المواطنين " وقد طرحت المملکة العربية السعودية رؤيتها في هذا الموضوع وهي "أن يتمکن الجميع في المملکة بنهاية 2010م من أي مکان وفي أي وقت الحصول على خدمات حکومية بمستوى عال من الجودة ، تقدم بصورة متکاملة ، آمنة وسهلة من خلال الوسائل الالکترونية المختلفة (وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ، 1428: 16) وإدراکا من حکومة المملکة بأهمية هذه الخطوة شرعت إلى إنشاء برنامج يسر ويقوم بترجمة اهتمام الحکومة إلى واقع ملموس ويهدف إلى دعم مشاريع برنامج التعاملات الالکترونية الحکومية لتحقيق تطوير مستمر في کافة المجالات (وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ،2007: 11)
ونلاحظ أن هذه الرؤى تتضمن التيسير والتحسين وزيادة الکفاءة بتقديم الخدمات بشکل أفضل . وفي  ظل توجه الدولة  حرصت جامعة الملک عبد العزيز إلى الانضمام لرکب المنظمات التي تسعى لجعل التطوير والتجديد سمتها الأساسية ورفع مستوى الخدمات المقدمة وتحقيق إستراتيجية الدولة الالکترونية .