مقدمة :

الحمد لله رب العالميـن والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبـه ومن والاه وبعد .. فإن نعـم الله کثيـرة لا تعـد ولاتحصـى قال تعالى : وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الله لغفور رحيم [النحل:18]  ومن أجـل النعـم نعمـة الأبنـاء ، فهي هبـة عظيمة مـن الله عز وجل  تستوجـب الحمـد والشکـر قال تعالى : المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خبر عند ربک ثوابا وخير أملا [الکهف:46]  وکما أنعـم الله علينـا بالابنـاء أمـرنا بحفظهـم  وحسـن تنشئتهـم التنشئة السـوية .
    والوالدان يؤثـران  تأثيراً کبيـراً في تشکـيلُ شخصية أبنـائهـم ، و الأخطاء التي يقعون فيها تنعکـس على صحتهم النفسية مما يؤدي إلى ظهور کثيـر مـن المشکـلات ، والتي تمتد لفتـرات عمـرية متفاوتة ، قد تصل إلى مرحلة الرشد   وهذه الآثار قد تکون مباشرة وصريحة ،  کما يمکن أن تکون کامنة وغير ظاهـرة (مؤمن ، 1995) .
    ويؤکد منصـور والشربينـى (1420) أن العلاقة التى يسـودها الـدفء والحـب والتقديـر المتـبادل بيـن الطفـل ووالديه ، ثمرتها إنسان مطمئـن إلى حياتـه متـزن في انفعـالاته وعواطفه .