في ظل عصر العولمة و الکوکبة، و مع التغيرات المجتمعية السريعة والمتلاحقة في کافة مناحي الحياة کنتيجة لمؤثرات اقتصادية و اجتماعية وسياسية وثقافية وافدة،و التي انتشرت مع ازدهار تکنولوجيا الاتصالات المتقدمة والثورة المعلوماتية؛تعرضت قيم بعض أفراد المجتمع و بالتالي سلوکياتهم لهزات قوية أطاحت بالکثير من القيم الحافظة لتماسک المجتمع ، و أخفقت القيم التي توجهه إلي التقدم لتحل بدلاً منها قيم و سلوکيات غير منطقية تهدد المجتمع و تعوق تقدمه .
وإذا دلفنا إلي قيم التقدم ، نجد قيمتي العلم و العمل ، إذ لا تقدم إلا بالعلم وتطبيقه ، و قد نبه الإسلام من زمن بعيد إلي العلم و أهميته و ضرورته و تميز العالم العارف علي الجاهل . کما نبه إلي العمل ، و اعتبر أن أداءه ينبغي أن يتصف بالإتقان و هو ما نطلق عليه الآن الجودة.(أحمد حجي: 2006، 16) 
 وتعتبر قيم العمل من أهم القيم التي قامت عليها الدول المتقدمة وتطورت بسببها الحضارات. فالفرق بين الدول المتقدمة وغير المتقدمة يتمثل في أن الأولي تعمل بهمَّة و نشاط وجد و إتقان و الأخرى يخيم عليها الکسل في العمل  والتراخي في الإنجاز،والإهمال في تجويده وإتقانه.(محمود زقزوق: 2004، 183)
و من هنا أصبحت قيم العمل ظاهرة مرغوبة اجتماعياً،حيث يُطلب من الأفراد تقدير المواضيع التي يمکن أن تؤدي إلي تغيرات إيجابية داخل المجتمع (Paul . A. Winter and Others, 1997,6)