حقيقة لا تحتاج إلى تأکيد، مفادها أن الجامعات ـ کمؤسسات تعليمية وبحثية وخدمية ـ من أهم البيئات التنظيمية ذات التأثر بالمتغيرات العالمية وذات التأثير الفعال في الإنماء الشامل لديناميات التطوير المجتمعي الشامل. ويرتکز ذلک على مبدأ التنافسية القومية والدولية، والذي يبرهن على عمق الأثر وتمام المعرفة لجودة النظام والتنظيم الجامعي، الأمر الذي أفضى لدلالات ذات تحولات في طبيعة العمل الجامعي وزيادة الضغوط والأعباء على کافة العاملين بها وبالأخص القيادات الإدارية.
ويتفق کل من جيليسبي وآخرون، ووينفيلد(Gillesipe, N. and others, 2005, 55) &(Winfield,2001,285)، على أن القيادات الجامعية عليها الکثير من الأعباء وفقاً لتلک التحولات المتسارعة والتغيرات العالمية، والتي شملت ضرورة إيجاد بدائل أو آليات جديدة للإنفاق الجامعي من أجل التنافسية الدولية International Competitiveness، وإعادة النظر في الهيکلية التنظيمية وتحديث المقررات الدراسية وإدخال نظم تقويم الجودة، مما يؤکد على نوعية الضغوط التنظيمية Organizational Stress التي تواجه القيادات الجامعية والتي تستوجب منهم التفکير في إتباع أساليب إدارية وفنية وبحثية وخدمية من أجل الارتقاء بمنظومة العمل الجامعي، ووضعها على درب التنافسية الدولية حفاظاً على هويتها المؤسسية والثقافية، ويعزز ذلک خصوصية المناخ المؤسسي Institutional Climate بالجامعات، والذي يفرض وجود قيادات تتسم بالرؤى الإبداعية للأداء المهني Professional Performance والقدرة على المواءمة والتکيف adaptation بين مقتضيات الإنجاز المؤسسي والمتطلبات الراهنة للواقع التنظيمي الجامعي.