يمثل ظهور الاتجاه المعرفي وتطوره أثر بالغ الأهمية في التغلب علي ازدواجية وصف وتفسير السلوک الإنساني , تلک الازدواجية التي قامت علي الفصل الحاد بين التنظيم العقلي ومکوناته والتنظيم الانفعالي ومکوناته , وبات من المسلم به أن هناک ثمة تفاعل بين التنظيم العقلي ممثلا في الوظائف العقلية المعرفية کالذکاء العام والقدرات الخاصة والتنظيم الوجداني ممثلا في أساليب النشاط الانفعالي و النزوعي , هذا التفاعل أو التداخل هو ما يشکل خصائص الفرد المنتجة لأسلوبه المميز في مواقف الأداء المعرفي بوجه خاص (أمينة شلبي,2002, 87-142).
وقد أشار الباحثون إلي أن الأفراد يميلون إلي الاعتماد بشکل متسق علي أحد جانبي الدماغ أکثر من الآخر أثناء معالجة المعلومات, حيث أشير إلي هذا الجانب بالجانب المسيطر السائد لدي الأفراد وترتيب علي ظهور مفهوم السيطرة الدماغية أو السيادة الدماغية افتراض مفاده أن سيطرة احد جانبي الدماغ لدي الأفراد يمکن أن يعبر علي شکل أسلوب معين يتبناه الفرد في عملية التعلم والتفکير. ومن هنا نلمس اهتمام المربين علي اختلاف مستوياتهم التعليمية سواء في المدارس الأساسية منها أو الثانوية أو حتى في المستوي الجامعي بهذه الظاهرة المهمة في عملية التعلم والتفکير في محاولة منهم لفهم الأسلوب المفضل لدي الطلبة في عملية التعلم والتفکير, عن طريق دراسة الارتباط بين أسلوب التعلم والتفکير والوظائف التي يقوم بها النصفين الکرويين للدماغ (محمد کامل-عبدا لله الصافي,1995, 275-313).