مما لا شک فيه أن العصر الذى نعيشه يتسم بالکثير من المتغيرات التى تميزه عن العصور السابقة ، من هذه المتغيرات العولمة، والثورة المعلوماتية والسموات المفتوحة ، والغزو الثقافي ، وثورة الاتصالات ، والتدفق المعرفي الهائل والثورة التکنولوجية ..... إلخ ، هذه المتغيرات أحدثت تغييرات سريعة وخطيرة فى کافة مجالات الحياة، حيث اندثرت تخصصات ومهن قديمة وظهرت تخصصات ومهن جديدة ، وأصبحت قوة الدول لا تقاس بما تملکه من أسلحة فتاکة ومدمرة ، بل بقدر ما أحرزته من تقدم علمي وتکنولوجي، فالدولة التى تملک مقاليد العلم والتکنولوجيا هى الأقوى ، وبات رصيد الدول لا يقاس بما تملکه من ثروات طبيعية فحسب ، بل بما تملکه من عقول العلماء والمفکرين الذين يقومون بصناعة المعرفة وهندستها للوصول إلى مستوي متميز من الدخل المعرفي القومي الذى يعمل على تقدمها، فلا شک أن محور تقدم البلدان هو العقل البشري المفکر الذى ينتج النظريات القابلة للتطبيق، والذى ينتج کل ما من شأنه أن يطور الحياة البشرية.