المقدمة :

   التربية هي العمل الإنساني الدائم الذي يحقق للمجتمع تجديد نفسه للارتقاء على مستويات أفضل باستمرار، وهي الوسيلة إلى نهضة الأمم ورقيها، فالأمة التي تهتم بالنشء الذي يمثل مستقبلها وتعمل على تنميته هي أمة متحضرة تسعى إلى بناء مجتمع متطور ومتجدد.
   ولهذا يهتم بها جميع أطراف المجتمع بأفراده وأنظمته ومؤسساته، فهي تهم الآباء والأبناء ورجال السياسة والاقتصاد ورجال الدين، کما تهم المفکرين والفلاسفة والقادة، وهي مسؤولية مرکبة متعددة الجوانب، تشترک فيها مع المؤسسات التعليمية مؤسسات المجتمع وأنظمته المختلفة.
    ولذلک کانت التربية محل اهتمام الفکر التربوي بمستوياته المتعددة ومضامينه المتنوعة ونظرياته المتتابعة وغاياته المضمرة والمعلنة يتواصل ويتحرک ويتواتر عبر الزمن، فيرتسم في صورة تأمل عقلي يمتلک هويته الخاصة ووحدته النقدية المتميزة. هذا ويتنامى الفکر التربوي -في العادة - مع ظهور مشکلات تربوية خاصة بالمجتمع ذاته، ومن ثم فإنه يأتي استجابة لعوامل النمو والتعقيد اللذين تشهدهما العملية التربوية ذاتها عبر تاريخها الطويل.