تعد مرحلة الطفولة من أهم مراحل الحياة عند الإنسان ، وأکثرها خطورة فهي الأساس الذي يبنى عليه مراحل الحياة التالية لها ، وفيها جذور لمنابت التفتح الإنساني ، ففيها تتفتق مواهب الإنسان ، وتبرز مؤهلاته ، وتنمو مدارکه ، وتظهر مشاعره ، وتتبين إحساساته ، وتقوى استعداداته ، وتتجاوب قابلياته مع الحياة ، سلبا أو إيجابا ، وتتحدد ميوله واتجاهاته نحو الخير أو الشر ، وفيها تأخذ شخصيته في البناء والتکوين ، لتصبح فيما بعد متميزة عن غيرها من الشخصيات الأخرى ( 16 : 14 ) .  * 
وفي مصر يمثل قطاع الطفولة قاعدة تتميز باتساعها النسبي إذا ما قورنت بجملة عدد السکان ، حيث يمثل الأطفال ما يقرب من  ‏39 %‏ من إجمالي عدد السکان ‏، مما يوضح ضخامة هذا القطاع وضرورة الاهتمام به باعتباره صانع المستقبل ، ذلک أن قوة الأمة وإمکاناتها تتوفر بقدر ما تهيأ  لکل طفل من مجالات وفرص من أجل تنمية قدراته ومهاراته ومواهبه ، ومن ثم فإن من حقه على الأجيال الحاضرة أن تيسر له من أسباب النمو السليم المتکامل ما يهيأ له طفولة سعيدة في الحاضر ، ويمکنه من حمل الأمانة والمسئولية في إعداد الأجيال القادمة في المستقبل .