تسعى المملکة العربية السعودية جاهدة في إنشاء العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تتبنى  مختلف القضايا الاجتماعية ومن بينها العنف الأسري الذي يعد أحد أهم هذه القضايا، وذلک لما له من تأثير کبير على المجتمع ککل،حيث تعد الأسرة هي  الرکيزة الأولى والبنية الأساسية للمجتمع ، فالعنف الأسري يخلف العديد من السلبيات لجميع أفراد الأسرة ومن أهم هذه السلبيات ما يعانيه الطفل وما يکتسبه في ظل هذا الجو المشحون من سلوکيات غير سوية، إذ تتسم تصرفاته بالعنف والميل إلى العزلة والانطواء.
 وبالرغم من کثرة المؤسسات التي تتولى مثل هذه الحالات إلا أن هناک حاجة ماسة إلى برامج تعليمية تعتمد على مبدأ الحوار والنقاش وتعمل على کيفية إعداد الأطفال ورعايتهم للحد من السلبيات التي يتعرضون إليها جراء العنف الأسري عليهم، وفي ظل المتغيرات الحالية والانفتاح بين الثقافات المختلفة وثورة التقنيات، ومع تطور طرائق التدريس ظهرت استراتيجيات مستحدثة تستهدف بناء ونمو العلاقة بين المعلم والمتعلم وتقوم على تفهم سلوکياته واحتياجاته لتنمية قدراته بالشکل الأمثل، ومن تلک الاستراتيجيات إستراتيجية التعليم النشط وما يشمله من إستراتيجيات أخرى تزداد يوماً بعد يوم، کإستراتيجيات العصف الذهني والجيجسو (موضوع البحث) وغيرهما، ولقد تناول البحث الحالي إستراتيجية الجيجسو لکونها تعمل على تنمية مواهب الطفل وقدراته الإبداعية وتجعله قادراً على التفکير والتميز، کما أنها إستراتيجية تبنى على مشارکة المتعلم في مواقف تعليمية لغرض إکسابه مجموعة من المعلومات أو المهارات أو القيم وخاصة تلک المتعلقة بالنواحي الاجتماعية، وذلک من خلال مشارکته في مجموعات صغيـرة يتراوح عددها بين (4 – 6) متعلمين، ودور المتعلم في هذه الإستراتيجية أصبح مشارکاً نشطاً في العملية التعليمية بأنشطة تتعلق بالمادة المتعلمة, کطرح الأفکار والدلالات والرموز المتعلقة بموضوع العمل الفني والتقنيات التي تصلح للتنفيذ..