قد توجد صعوبة في فهم أن الطالب يمکن أن يکون فائقًا وموهوبًا، ويعاني في نفس الوقت من صعوبات في التعلم، فالطلاب الذين يظهرون دلائل تشير إلى تعرضهم لمثل هذه الصعوبات، والذين تبدو عليهم أيضًا علامات التفوق والموهبة، فإن الکثيرين قد اعتبروا ذلک نوعًا من التناقض لأنه من المعلوم أن الطلاب الفائقين يسجلون درجات مرتفعة على اختبارات الذکاء ويؤدون بطريقة جيدة في المدرسة، فکيف يُمکن أن يوصف الطالب بأنه فائق، ويعاني في نفس الوقت من العديد من مشکلات التعلم التي يُوصف بسببها بأنه يعاني من صعوبات تعلم؟       ومن هنا برزت مشکلة البحث، الذي يسعى لتحفيز قدرات الطلاب الفائقين ذوي صعوبات تعلم الفيزياء بالمرحلة الثانوية سعيًا وراء تنمية مهارات التفکير السابر وکذلک عادات الإستذکار لديهم. لذا، أمکن تحديد مشکلة البحث الحالي في السؤال الرئيس التالي: ما فعالية برنامج قائم على استراتيجيات ما وراء المعرفة في تنمية مهارات التفکير السابر وعادات الاستذکار لدي الطلاب الفائقين ذوي صعوبات تعلّم الفيزياء بالصف الثاني الثانوي؟      وقد تم إعداد عدة مواد وأدوات بحثية، واتباع عدة إجراءات سعيًا وراء الإجابة عن هذا السؤال الرئيس. وقد توصل البحث إلى عدة نتائج أهمها: وجود فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة 0,01 بين متوسطي رتب درجات مجموعتا البحث (التجريبية، والضابطة) في التطبيق البعدي لإختبار مهارات التفکير السابر والدرجة الکلية لصالح المجموعة التجريبية. وجود فروق دالة إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار مهارات التفکير السابر بمهاراته الفرعية ودرجته الکلية لصالح متوسط رتب درجات القياس البعدي. وجود فرق دال إحصائيًا عند مستوى دلالة 0,01 بين متوسطي رتب درجات مجموعتا البحث (التجريبية، والضابطة) في التطبيق البعدي لمقياس عادات الاستذکار والدرجة الکلية لصالح المجموعة التجريبية. وجود فروق دالة إحصائيًا عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي رتب درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لمقياس عادات الاستذکار ودرجته الکلية لصالح متوسط رتب درجات القياس البعدي. البرنامج القائم على استراتيجيات ما وراء المعرفة له حجم أثر کبير في تنمية مهارات التفکير السابر وعادات الاستذکار لدى الطلاب الفائقين ذوي صعوبات تعلم الفيزياء بالصف الثاني الثانوي.