يهدف هذا البحث إلى تنمية الاتجاه الإيجابي نحو اللغة العربية لأولياء أمور تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي في مدراس اللغات، وبالتالي انتقال هذا الاتجاه إلى أطفالهم؛ مما يزيد من دافعية الأطفال لتعلم اللغة العربية (لغة قومية) وسرعة اکتساب مهاراتها، واستخدامها قدر المستطاع في أنشطة الحياة اليومية وفي المواقف الواقعية للطفل. وقد اعتمد تصميم البرنامج على التمکين اللغوي لأولياء الأمور، واشتقاق أهم معايير التمکين اللغوي اللازم توافرها لديهم، وإيضاح أهمية اللغة العربية بوصفها لغة قومية، وأهم أدوراها في الحياة اليومية، واستخدماتها في کافة مناشط الحياة، بل وتأثيرها في تکوين شخصية الطفل، وتعديل سلوکياته وميوله واتجاهاته. هذا بالإضافة إلى تنمية مهارات التفکير والذکاء اللغوي لدى أطفالهم. ويعرف التمکين اللغوي لأولياء الأمور بأنه أحد عمليات الإدارة التربوية المفتوحة، التي تُمنح لأولياء الأمور، وتُقدم لهم الفرصة لتطوير أنفسهم: ثقافيا وفکريا وتربويا؛ بحيث يمکنهم المساهمة في التغيير الإيجابي للمجتمع من خلال انعکاس ذلک على أطفالهم من جانب، ومن خلال المشارکة الفعلية في تحقيق أهداف المناهج التعليمية من جانب آخر. وتتمثل عمليات التمکين في عدة أبعاد تشمل: الأنشطة والمفاوضات الفردية والجماعية، والمشارکة في الإدارة المدرسية، وتحقيق متطلبات النجاح في السلطة التربوية، والمساهمة في تخطيط المناهج وتطبيقاتها (المنهج الظاهر والمنهج الخفي). کما يظهر التمکين اللغوي في عدة أشکال، أهمها: التعليم لرفع الکفاءة اللغوية في المجتمع وفي التنمية البشرية؛ من خلال اللغة القومية والثقافة العربية بکل ثرائها، وما تحمله من دعائم حضارة عريقة، وفي استحداث فرص جديدة لزيادة عدد الوظائف بالمجتمع، بالإضافة إلى التنمية الوطنية، وتعميق شعور الولاء القومي من خلال اللغة القومية وثقافتها. ومن أهم نتائج البحث تنمية الاتجاهات الإيجابية لأولياء الأمور على عدة مستويات للاستخدام اللغوي، أهمها التواصل في الحياة اليومية، ومستوى التعليم والدراسة وتوظيف مهارات التفکير، ثم مستوى تنمية بعض المهارات الثقافية اللغوية من خلال ممارسة الهوايات وأثرها في تعديل بعض السلوکيات للطفل، بالإضافة إلى مستوى التخطيط للمستقبل وتحقيق الطموحات.