تهدف هذه الدارسة إلى تسليط الضوء على إمکانية إحداث تکامل بين تدخلات النموذج المعرفي السلوکي للاضطراب النفسي وتصورات علم النفس الإيجابي لزيادة الوجود النفسي الممتلئ لدى الأطفال من خلال برنامج إرشادي مختصر، واختبار فاعلية هذا البرنامج في زيادة الوجود النفسي الممتلئ لدى الأطفال. تتحدد الدراسة بالعينة المستخدمة والمکونة من (200) طفلاً من تلاميذ المرحلة الابتدائية، تم استخلاص (20) من الذين تقل درجاتهم بانحراف معياري واحد أو أکثر عن المتوسط على مقياس الوجود النفسي الممتلئ للأطفال، وتتراوح أعمارهم بين(8–11) عامًا، بمتوسط (9.7) وانحراف معياري (0.86). وتم تقسيمهم بالتساوي وبشکل متجانس إلى مجموعتين: مجموعة تجريبية عددها (10) منهم (5) ذکور و(5) إناث، ومجموعة ضابطة عددها (10) منهم (5) ذکور و(5) إناث. کما تتحدد الدراسة بالمتغيرات والأدوات الآتية: مقياس الوجود النفسي الممتلئ للأطفال والذي ينطوي على ثلاثة أبعاد هي: العلاقات الإيجابية مع الأقران، والعلاقات الإيجابية مع الأسرة، والمرونة الإيجابية بالإضافة لمقياس للذکاء وأخر للمستوى الاقتصادي الاجتماعي للتأکد من تجانس المجموعتين، والبرنامج الإرشادي الذي يتکون من (12) جلسة بمعدل جلستين في الأسبوع، ويسعي بشکل مباشر لتعليم الأطفال التفکير الإيجابي والمتفائل وتدريبهم على استدعاء الأفکار الإيجايبة وتشجيعهم على القيام بأنشطة قصدية إيجابية وتعليمهم المواجهة الفعالة للمشکلات وصناعة هدف ومعني للحياة. وأظهرت النتائج فاعلية البرنامج في زيادة الوجود النفسي الممتلئ لدى أطفال المجموعة التجريبية، بالإضافة إلى استمرار احتفاظ أطفال المجموعة التجريبية بهذا التحسن بعد فترة المتابعة. وعدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين الذکور والإناث في الاستجابة للبرنامج