اللَّهُ الَّذِي خَلَقَکُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُو الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) 54)
لقد خلقنا الله من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعف وشيبة والشيخوخة لا تعنى تغيرات بيولوجية وفسيولوجية فقط بسبب التقدم في العمر الزمنى, ولکنها ظاهرة اجتماعية ونفسية تتمثل في موقف المجتمع من الفرد ومن نفسه والآخرين .
وإذا أمعنا النظر في حياة الإنسان سنجد أن التغير يشکل بعد أساسي للحياة البشرية، فالإنسان يمضي في تغير من ميلاده إلى وفاته، فيبدأ بعجز الطفولة مروراً بعنفوان الرشد وانتهاء بعجز وضعف الشيخوخة في دورة الحياة العامة، وهي مرحلة عمرية يصل إليها جميع الأفراد.
من هنا کانت الحاجة إلى تسليط الضوء أکثر على المسنين وأساليب الرعاية لديهم لتحسين بعض جوانب الصحة النفسية ونظراً لما يجب أن تلقاه تلک المرحلة العمرية من تقدير واهتمام من الجميع وزيادة إقبالهم على الحياة وقدرتهم على خلق أجواء تفاعلية ليستمتعوا بما تبقى لهم من عمر.