اتجهت سياسة الدولة إلي إقامة مساکن اقتصادية للشباب حديثي الزواج.وقد قام المتخصصون من المخططين والمعماريين بوضع التصميمات لنماذج متعددة من الوحدات بمساحات ومواصفات خاصة للشباب بأسعار مدعمة.وبينما تتجه النظريات العالمية إلي الترکيز علي أهمية دور المستخدم في المشارکة في ابداء الرأي في متطلباته الفعلية للمسکن الذي يمول من قِبل الحکومة أو الإدارة المرکزية ،نجد أنه قد تم وضع تصميمات النماذج مع اغفال الدور الأساسي للمستخدم.يهدف البحث إلي إيجاد صيغة للتوازن بين الدور الرئيسي الذي تلعبه المرکزية والمحليات، واحتياجات المستخدم الفعلية للوحدات النموذجية للمسکن الاقتصادي للشباب بالتکلفة المناسبة التي تدعم من قبل الجهات الحکومية. ولذا يتعرض البحث إلي دراسة معنى الاحتياجات الإنسانية وعلاقتها بالمجتمع، ومدى اختلاف هذه الاحتياجات باختلاف الزمان والمکان،وقد قسمت إلى شقين مادي يتضمن الاحتياجات( الطبيعية والوظيفية والتکنولوجية والاقتصادية والبيئية) ، وإنساني يتضمن الاحتياجات ( الثقافية والنفسية والاجتماعية والدينية والجمالية )، يتکاملا سوياً لإخراج المسکن الذي يلبي احتياجات الإنسان.
ومع دراسة جميع هذه الاحتياجات المادية والإنسانية الواجب توافرها عند تصميم المسکن، نجد أنها متنوعة فمنها ما هو فطري ثابت، ومنها ما هو متغير يتأثر بالزمان أو المکان أو التطور المستمر للمجتمعات، ورغم صعوبة الفصل بين الثابت والمتغير لکثرة أوجه التشابک والاندماج بينهما، فقد نجد أن معظم الاحتياجات المعنوية ثابتة، لأهمية وجودها لا تتأثر کثيراً بما حولها، أما الاحتياجات المادية فمعظمها متغير، فوجودها ضرورة متأثرة غالباً بالزمان والمکان بل وبالظروف المحيطة بها في نفس الزمان والمکان .