تعد الجودة الشاملة – الموجة الثورية الثالثة بعد الثورة الصناعية وثورة الحواسيب- من المفاهيم الحديثة التي ظهرت في نهاية القرن الماضي نتيجة المنافسة العالمية الشديدة في المؤسسات والتنظيمات الإقتصادية والصناعية والتکنولوجية والتجارية في الدول المتقدمة- خاصة بين المؤسسات اليابانية من جهة والأوربية والأمريکية من جهة اخرى- وذلک للحصول على رضاء المستهلک. ]1 [
وفي بداية القرن الحالي ظهر الإهتمام من جانب العديد من المؤسسات التعليمية والتربوية بتطبيق منهج إدارة الجودة الشاملة في مجال التعليم العام والجامعي للحصول على نوعية أفضل من التعلم ولتخريج طلاب قادرين على ممارسة دورهم بصورة افضل في خدمة المجتمع. وأصبحت الجودة الشاملة في التعليم من المفاهيم الرنانة في العالم التي اثبتت نجاحها بمرور الوقت- حتى بات العصر الذي نعيش فيه يسمى عصر الجودة*- واصبح عدد المؤسسات التعليمية التي تتبع نظام الجودة الشاملة في تزايد مستمر سواءً في امريکا** والدول الاوربية واليابان والدول المتقدمة الاخرى، أو في العديد من الدول النامية مثل: الهند وماليزيا وباکستان...الخ، وبدأت بعض الدول العربية مثل: دول الخليج العربي والأردن ومصر وفلسطين..الخ بتطبيق هذا المنهج في بعض مؤسساتها التعليمية.
والجودة الشاملة في التعليم مرتبطة بعمليتي التعلم والتعليم، وکذلک بالإدارة وذلک من أجل ربط التعليم بإحتياجات المجتمع وإحداث تغيير تربوي هادف، وبناء وتنمية ملکة الإبداع عند المتعلمين؛ ويحدث التعلم عندما يصير هناک تفاعل بين المتعلم وبيئته يتعدل على أثره سلوک المتعلم. ودورنا نحن أن نتيح الفرصة لحدوث هذا التفاعل کي يحدث التعلم، وهذا يعني توفير کل الشروط والبيئة الصالحة للتعلم، مما يستوجب وضع معايير للعمليات بما يشمل نظام محدد للتأکد من جودة التعليم.
لذلک جاء هذا البحث ليجيب على التساؤل الرئيسي التالي:
ما هو الدور الذي يمکن ان يلعبه مفهوم الجودة الشاملة في التعليم المعماري الجامعي؟
وينبثق عن هذا السؤال الأسئلة الفرعية التالية:
ما هو مفهوم الجودة الشاملة؟ وما هي الاتجاهات الحديثة في هذا المجال؟
ما هي مبررات وفوائد تطبيق الجودة الشاملة في التعليم الجامعي؟
ما مدى ملاءمة نظام التعليم الجامعي الحالي لتطبيق الجودة الشاملة؟
ما هي متطلبات تطبيق الجودة الشاملة في مجال التعليم الجامعي؟
کيف يمکن تطبيق نظام الجودة الشاملة في مجال التعليم المعماري الجامعي؟ وما هي الاستفادة المرجوة منه؟