أدى تفاقم المشکلات الاقتصادية والبيئية الناتجة عن الاستخدام المُفْرِط والعشوائي للموارد الطبيعية، إلى ظهور مفهوم التنمية المُستدامة؛ للحد من الإسراف في استخدام الموارد الطبيعية کميًا وکيفيًا، وفي إطارها ظهر مفهوم الاستهلاک المُستدام. هدفت الدراسة إلى التعرف على مفهوم الاستهلاک المُستدام وأبعاده، والکشف عن مدى استدامة الاستهلاک في الاقتصاد الإسلامي. ولتحقيق ذلک انتهجت الدراسة المنهج التحليلي المُقارن؛ من خلال استعراض مفهوم الاستهلاک المُستدام الذي صاغته المنظمات الدولية والأدبيات المتخصصة، واستنتاج عناصر الاستدامة فيها ثم استعراض ضوابط الاستهلاک في الاقتصاد الإسلامي؛ من خلال القرآن الکريم، والسنة النبوية الشريفة، وکتب التراث الإسلامي، والفکر الاقتصادي المعاصر، وتحليلها واستنتاج عناصر الاستدامة فيها. وفي ذلک توصلت الدراسة لعدد من النتائج کان من أهمها أن الاستهلاک في الاقتصاد الإسلامي بطبيعته مُستدام، وأن الاقتصاد الإسلامي له السبق والريادة في الاهتمام بالاستهلاک والحرص على أن يکون " مُعتدلًا" لا يترتب عليه آثار سلبية بالفرد أو المجتمع أو بالطبيعة. الدراسة کشفت عن استدامة الاستهلاک في الاقتصاد الإسلامي، وأوصت بضرورة الأخذ بضوابط الاستهلاک في الاقتصاد الإسلامي کأساس لاستدامة الاستهلاک وتحقيق التنمية المُستدامة، وللتقليل من المخاطر التي تهدد الحياة على کوکب الآرض.