هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على تأثيـر ممارسات إدارة الموارد البشرية في الالتـزام التنظيمـي في وزارة الثقافة الأردنية. حيث تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي وأسلوب الدراسة الميدانية باعتبارهما أسلوبيـن أساسييـن لجمع البيانات والمعلومات اللازمة لإتمامها، وقد تم تصميم استبانة مکونة من (58) فقرة شاملة متغيـرات الدراسة کافة، حيث تم توزيعها على جميع الأفراد العامليـن في مواقع الوظائف الإشرافية والرقابية في مرکز الوزارة، البالغ عددهم (58) موظفًا، وقد تم استـرداد (56) استبانة کانت جميعها صالحة للتحليل الإحصائي، أي ما نسبته (92.7%) من حجم المجتمع الکلي. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن هناک اتجاهات متوسطة لأفراد عينة الدراسة نحو ممارسات إدارة الموارد البشرية (تخطيط الموارد البشرية، والتوظيف- الاستقطاب والاختيار والتعييـن- والتعويضات والحوافز، والتدريب، وتقييم أداء الأفراد). کذلک أظهرت الدراسة أن هناک اتجاهات متوسطة نحو متغيـري الالتـزام الاستمراري والالتـزام المعياري، وأما الاتجاهات نحو الالتـزام العاطفي فکانت متدنية. کما أظهرت نتائج الدراسة أن إدارة الموارد البشرية تمارس تأثيـرًا معنويًا في الالتـزام التنظيمـي (الالتـزام العاطفي- الالتـزام الاستمراري- الالتـزام المعياري)، وذلک من خلال قيمF) ) عند مستوى دلالة (∞ ≤ 0.05)، وهي أيضًا تشيـر إلى معنوية الأنموذج. وتشيـر نتائج التحليل الجزئي إلى أن ممارسات الموارد البشرية لا تمارس تأثيـرًا معنويًا على الالتـزام العاطفي بصورة منفردة، وإنما جاء تأثيـر الممارسات بشکل کلي ناجم عن التفاعل الکلي فيما بينها، ويظهر ذلک من خلال قيم «T» و«B» للممارسات منفردة، إذ سجلت جميعها قيمًا غيـر معنوية. وقد أوصت الدراسة إلى ضرورة اهتمام الوزارة بتخطيط الموارد البشرية لعامليها، واهتمامها ببـرامج التوظيف (الاستقطاب والاختيار والتعييـن)، وذلک لاختيار أفضل الکفاءات المتقدمة للوظائف المعلن عنها. کذلک زيادة اهتمام الوزارة بمنح التعويضات والحوافز المناسبة لتحقيق طموح الموظف وتحسيـن الأداء. إضافة إلى ضرورة اهتمام الوزارة بعملية تقييم أداء الأفراد العامليـن فيها بصورة أکثـر عدالة وشفافية. وأخيـرًا تعزيـز منظومة القيم وتوفيـر الفرص المناسبة وتلبية احتياجات الموظف التي تحقق طموحه الإداري والمالي مما يولد لديه التـزاما أدبيًا نحو المنظمة.